(فصل) فإن أراد الحج خصه بما روي عن علي عليه السلام قال: ((من السنة إذا أراد الرجل أن يسافر صلى في بيته ركعتين قبل أن يخرج، وإذا قدم صلى، قال: فإذا توجهت فقل: بسم الله وفي سبيل الله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله على ما أستقبل في سفري))، هذا رواه في تتمة الأنوار عن (الجامع الكافي) من حديث علي عليه السلام وظاهره العموم في جميع الأسفار.
قال ابن بهران في منسكه: يقول الخارج للسفر بعد أن ينويه ويصلي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا أراد الحج فيقول: اللهم إني أريد الحج عن كذا وكذا فيسره لي وتقبله مني واخلفني في أهلي وأولادي ومالي وردني اللهم سالما بعد بلوغ آمالي بقدرتك إنك على كل شيء قدير، ولا يخفى عليك أن ذلك وما بعده يحسن في جميع الأسفار، وإنما استحسناه لصحة تعلقه بسائر الأسفار، وأما خصوص الحج باعتماد المناسك يكفي كما أشرنا إلى ذلك، ثم يقول لمن يودعه من أهله وغيرهم: أستودعك الله الذي لا تضيع ودائعه، فإذا خرج من منزله قال: بسم الله وبالله وتوكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا خرج من باب بلده قال: بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم بك أمنت وعليك توكلت وإليك توجهت وبك اعتصمت أنت ثقتي وأنت رجائي، اللهم اكفني ما أهمني وما لم أهم به وما أنت أعلم به مني، عز جارك وجل ثناؤك وتقدست أسماؤك ولا إله غيرك، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل، فإذا ركب راحلته قال: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين(13)وإنا إلى ربنا لمنقلبون(14)} [الزخرف]، ثم يحمد الله تعالى ثلاثا،ويكبره ثلاثا، ويقول:
Page 75