أخرج أبو طالب في أماليه من حديث أمير المؤمنين عليه السلام مرفوعا: (إذا أراد أحدكم أن لا يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه فلييأس من الناس كلهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله تعالى، فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئا إلا أعطاه، ألا فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا فإن في القيامة مواقفا كل موقف مقام ألف سنة، ثم تلا هذه الآية: {في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة(4)} [المعارج])، وأن يبدأ الداعي أولا بحمد الله تعالى، ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رواه السيد المحقق العلامة النقاد أحمد بن محمد الشرفي -رحمه الله- في (ضياء ذوي الأبصار) من حديث فضالة بن عبيد قال: سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلا يدعوا في صلاته، لم يحمد الله تعالى، ولم يصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: ((عجل هذا))، فقال له أو لغيره: ((إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله تعالى والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم يدعوا بما شاء))، قال: رواه الترمذي والحاكم على شرطيهما.
وفي أمالي المرشد بالله وأمالي أبي طالب عليه السلام، واللفظ له قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من دعاء إلا وبينه وبين السماء حجاب حتى يصلي على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب ودخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك رجع الدعاء)).
Page 15