وفي الأمالي من حديث ابن عباس قال: إن أباه بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حاجة فوجدته جالسا مع أصحابه في المسجد فلم أستطع أن أكلمه، فلما صلى المغرب قام يركع حتى..................(1) وبات الناس ثم صلى الصلاة فقام يركع حتى انصرف من بقي في المسجد فانصرف إلى منزله فتبعته فلما سمع حسي قال: ((من هذا ؟)) والتفت إلي فقلت: ابن عباس، فقال: ((ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟))، فقلت: ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: مرحبا بابن عم رسول الله؛ ما جاء بك ؟، فقلت: بعثني أبي بكذا وكذا، فقال: ((الساعة جئت؟)) قلت: لا، فقال: ((إذا لم تنصرف إلى ساعتك هذه فلست منصرفا))، فدخل منزله ودخلت معه فقلت: لأنظرن صلوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فنام حتى سمعت غطيطه، ثم استيقظ فرمى ببصره إلى السماء وتلى هذه الآية التي في سورة آل عمران: {إن في خلق السموات والأرض} [آل عمران:190]، الآيات الخمس حتى انتهى إلى: {إنك لا تخلف الميعاد(194)} [آل عمران]، ثم قال: ((اللهم اجعل في سمعي نورا، وفي بصري نورا، ومن تحتي نورا، واجعل لي عندك نورا))، وإلى جانبه محصب برام مطبق وعليه سواك فاستن، ثم توضأ، ثم ركع ركعتين وعاد، ثم نام حتى سمعت غطيطه، ثم استيقظ فتلا الآيات، ثم دعا بالدعوات، ثم استن، ثم توضأ، ثم ركع ركعتين، ثم نام حتى سمعت غطيطه، ثم استيقظ فتلا الآيات، ثم دعا بالدعوات، ثم استن، ثم توضأ، ثم صلى صلاة عرفت أنه يوتر فيها فجئت إلى ركنه الأيسر فأخذ بإصبعه أذني فأقامني حتى أدارني إلى ركنه الأيمن، ثم ركع ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصلاة إنتهى [من أمالي المرشد بالله نقل الباب (15) كله. تمت س].
الباب السادس عشر: في ذكر شيء مما ورد في الصباح والمساء
وقد لمح إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما في أمالي الإمام أبي طالب(ع) من حديث أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من بعد صلا ة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة))، قال بعض شراح (عدة الحصن الحصين) مقررا لكلام الشراح: (فصل) في أذكار الصباح والمساء وهما طرفا النهار ما بين الصبح وطلوع الشمس وما بين العصر وغروب الشمس، قال تعالى: {ياأيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا(41)وسبحوه بكرة وأصيلا(42)} [الأحزاب]، وقال تعالى: {وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار(55)} [غافر]، {ودون الجهر من القول بالغدو والآصال} [الأعراف:205]، {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} [طه:130]، وذكر معنى ذلك الجوهري؛ فيكون المراد من الأذكار المروية عنه صلى الله عليه وآله وسلم من قال كذا حين يصبح وحين يمسي، فهما هذان الوقتان.
Page 66