Al-irth al-khafī: Rūkāmbūl (al-juzʾ al-awwal)
الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)
Genres
وقالت الهندية للمركيز حين دخوله: هو ذا خادم الأرملة.
ونظر المركيز إليه نظرة احتقار وقال لابنة عمه: ما حاجتي بهذا الرجل؟ - إنه الرجل الذي يخبرك بأنه رأى امرأتك عند الأرملة، وأنها كانت تجتمع في منزلها بشاروبيم ...
فزاد احتقار المركيز وقال: ليس هذا بالبرهان، ولا أتدانى لسماع شهادة خادم يتهم امرأتي.
وابتسمت عند ذلك الهندية ابتساما هائلا، وأخرجت من صدرها رسالة، وهي الرسالة التي أملاها روكامبول على الأرملة وخلاصتها أن الأرملة تدعو المركيزة إلى الإسراع للقاء شاروبيم الذي تهواه، قبل أن تحمله الغيرة على الفتك بزوجها.
ولما قرأها المركيز قالت له الهندية: أتشك بعد ذلك فيما أقول؟ - نعم، لا أقتنع إلا إذا رأيت الاثنين مجتمعين. - إذن اتبع هذا الرجل إلى منزل الأرملة الآن تجد شاروبيم جاثيا أمام امرأتك، وقد خلا المنزل ولم يبق فيه سواهما. - إذن لقد دنا زمن العقاب والانتقام.
وصاحت الهندية عند ذلك متألمة من تأثير السم وقالت: أسرع أيها الحبيب إني سأموت.
فقام المركيز وأخرج الخاتم من أصبعه ودفعه إليها وهو يقول: إنك إذا كنت صادقة فهذا الخاتم ينقذك من الموت، وإذا كنت كاذبة فإني أعود إليك حيث تموتين بالخنجر لا بالسم. ثم أمر الخادم أن يسير أمامه وقال: استغفر ربك على الطريق، فإنك إذا كنت كاذبا قتلتك على الأثر.
وخرج الاثنان وركبا مركبة وسارت بهما حتى بلغت منزل الأرملة، وقاده الخادم إلى غرفة الأرملة وخبأه فيها، ولما خرج فانتير من الغرفة لقيته الخادمة فاني على بابها، وقالت له على مسمع من المركيز وهي تتجاهل أنه موجود في الغرفة: ابق هنا إلى أن أعود، فإني ذاهبة لإخبار شاروبيم بأن المركيزة آتية.
فاضطرب وزالت كل ريبة لديه من كذب ابنة عمه، وعزم على قتل امرأته وعشيقها.
أما فانتير فإنه خرج مسرعا وهو يقول في نفسه: لقد قمت بواجباتي فليقتلها كما يشاء، وبينما هو خارج لقي مركبة قد وقفت على الباب كأنها تنتظر أن تعود بصاحبتها ميتة خارجة من عالم الأحياء.
Unknown page