309

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

أما باكارا فإنها أتمت نزهتها مع الكونت، وعند عودتها طلبت إليه أن يذهب بها إلى منزله، فامتثل دون أن يعرف ما تريد، حتى إذا بلغا إليه جعلت تفحص غرفه ثم صعدت معه إلى السطح، فجعلت تنظر إلى المنازل المجاورة إلى أن وقع نظرها على منزل تحيط به حديقة كبيرة، فسألته: لمن هذا المنزل؟ - إنه لخصمي شاروبيم.

فأطرقت باكارا هنيهة إطراق المتأمل ثم نظرت إلى الكونت وقالت: إني أسألك أن تتخلى لي عن منزلك هذه الليلة دون أن تسألني عن السبب.

فامتثل الكونت وهو لا يفقه شيئا من هذه الأسرار.

ولما نزلا عن السطح دخلت إلى غرفة الكتابة وكتبت إلى خادمتها ما يأتي:

ألبسي الفتاة اليهودية ملابسها في الساعة الثامنة من هذا المساء، واحضري بها إلى منزل الكونت أرتوف في شارع بوبينار حيث أنتظرها فيه.

باكارا

35

يذكر القراء أن روكامبول وعد شاروبيم أن يعد له خلوة مع المركيزة، ففي مساء ذلك اليوم ورد إلى المركيزة كتاب من وكيل منزل صديقتها الأرملة، يخبرها فيه أن سيدته أصيبت بمرض فجائي باتت بعده في خطر الموت السريع، وأنه قد تجاسر على أن يكتب إليها لأن سيدته قد فقدت رشدها، ولم تعد تعي على شيء، فأسرعت المركيزة لزيارة صديقتها فرأتها على ما وصفها الخادم بحالة تقرب من الاحتضار، ولقيت الطبيب بقربها ينظر إليها نظر القانط.

وكان الطيبب ووكيل المنزل والأرملة وخادمتها من صنائع أندريا، وكل واحد يمثل الدور الذي أمر بتمثيله، غير أن الأرملة أتقنت تمثيل الاحتضار حتى كانت دموع المركيزة تسيل إشفاقا عليها.

ولفق لها الطبيب ما شاء عن هذا المرض الفجائي، إلى أن أخبرها بيأسه من شفائها، ولكنه بقي له أمل وحيد بتغيير قد يحدث لها في الليل، فإذا لم يحدث لها شيء من ذلك فلا رجاء بحياتها، غير أنه يجب السهر عليها، فهاجت المروءة بصدر المركيزة وقالت: أنا أسهر على هذه الصديقة، فعسى أن ينقذها الله مما هي فيه. ثم دعت فانتر وهو وكيل المنزل فأعطته رسالة إلى زوجها المركيز أخبرته فيها بمصاب صديقتها، وأنها اضطرت إلى البقاء عندها هذه الليلة وطلبت إليه أن يحضر إليها في الصباح كي يعود بها، فأخذ الرسالة وانصرف ثم خرج في إثره الطبيب، بعد أن وصف لها دواء تستعمله متى عاد إليها رشادها.

Unknown page