211

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

وكان يعرف جميع طرق الغابة، وقد وثق أن لوسيان يبغي اختطاف الفتاة بدليل اتفاقه مع الشفالييه على أسر داغوبير.

وجعل يسير بسرعة الغزلان في أقصر الطرق المؤدية إلى الدير، وهو يرجو أن يبلغ إليه قبل وصول الكونت والشفالييه، فإما يجد البيطري ويخبره أو لا يجده ويحول دون بغية الكونت في الحالين.

وفيما هو يعدو في تلك الغابة وقد احتجب القمر بالغيوم، سمع فجأة صوت رجل يقول له: من أنت؟

فذعر وقال: أنا بنوات. - لقد أخفتني يا بنوات.

وعرفه الأحدب من صوته وقال له: أهذا أنت يا جاك؟

وكان هذا الرجل الفلاح الذي أساءت إليه الكونتس أورور في بدء هذه الرواية لقتله الأيل التي كانت تطارده.

ودنا الأحدب منه وقال له: لقد بكرت بالصيد يا جاك. - كلا، إن الفجر سوف ينبثق، وقد حسبتك أحد حراس الغابة فخفت منك.

وكان الأحدب قد رأى عن بعد فارسا قبل أن يرى جاك يسير في طريق الدير، فحسبه داغوبير وجعل يثب بغية إدراكه، حتى التقى بجاك فحال دون قصده، فقال لجاك: إني أراك قادما من جهة الدير، أرأيت داغوبير؟ - كلا. - ولكن من هو الفارس الذي يسير في طريق الدير؟ - ليس هو فارسا بل فارسين لم أعرفهما لأني لم أتبينهما. - وا أسفاه! إني أخشى أن يكون أصيب داغوبير بمكروه.

ثم أخبره بجميع ما عرفه عن المكيدة.

فغضب الفلاح وقال : يجب أن نضع حدا لعسف هؤلاء الذين يدعون أنفسهم نبلاء، وما هم إلا من أسافل الرعاع. - إذا كان الذين رأيتهما فارسين لا بد أنهما الكونت والشفالييه، هلم نتبعهما فإنهما ليسا بعيدين عنا.

Unknown page