فاضطرب لوسيان وقال: أحبست بنوات؟ - نعم؛ لأنه يخدعك ويخونك. - إن هذا محال. - بل هي الحقيقة أرويها لك في غير هذا الموضع، فهلم بنا الآن إلى منزل داغوبير فإن الوقت غير فسيح.
وقد سمع داغوبير هذه الكلمات الأخيرة، فأن أنينا هائلا خرج من صدره كزئير الأسود.
فارتعش لوسيان وتوجع لمصابه، فقال للشفالييه: هلم بنا، فإني لا أستطيع النظر إلى شقاء هذا التعس.
فأمر الشفالييه خادميه أن يذهبا بداغوبير إلى حيث سجنوا الأحدب، فقطع الخادمان غصنين ضخمين ووضعاه عليهما وحملاه فوق الغصنين على كتفيهما وسارا به إلى منزل الشفالييه.
وكان جميع الخدم قد عادوا إلى النوم، فلم يشعروا بقدوم الخادمين بالأسير.
أما الخادمان فإنهما أدخلا داغوبير إلى المطبخ وفتح أحدهما باب القبو والمصباح بيده، فلم يكد ينزل درجتين في سلمه حتى صاح صيحة قنوط؛ إذ لم يجد الأحدب في القبو.
22
وعند ذلك ترك الخادمان داغوبير ملقى على الأرض وبحثا عن الأحدب في القبو وجميع أنحاء القصر فلم يقفا له على أثر.
وذهلا إذ لم يدع أقل أثر لفراره، لا سيما وأنه كان موثقا بحبل لا سبيل إلى قطعه.
ولنعد الآن إلى الأحدب فنبسط كيفية فراره من سجنه بعد وثوق الشفالييه وخدمه من استحالة الفرار.
Unknown page