201

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

فقال لها بلهجة تشف عن الحزن العميق: ألم أقل لك إنك من النبلاء، وإنه لا يمكن أن تعيشي كل العمر في منزل حداد فقير مثلي.

فاغرورقت عيناها بالدموع وقالت: إني سعيدة هنا. ثم عانقت داغوبير وجعلت تقول وهي تبكي: إني أحبك ولا أحب أن أفارقك. - إذن، إذا رأيت عمك ألتمس منه أن يأذن لي بالبقاء معك في خدمتك.

وكان من حق هذا الجواب أن يخفف دموعها، ولكنها بقيت تسيل وصعدت إلى غرفتها فجعلت تشغل نفسها بإعداد الطعام.

وعند الظهر جلست مع داغوبير على المائدة، فلم تكن تبكي ولكنها كانت حزينة منقبضة تأكل بدون شهية.

وبعد ذهاب البيطري عادت فاسترسلت إلى البكاء.

أما البيطري فإنه خرج من المنزل واليأس ملء قلبه، فكان يقول في نفسه: إني أعلم يقينا السبب في بكائها، فإنها لا تبكي إشفاقا على فراقي بل على فراق هذا الكونت. وتوغل في الغابة فجعل يبكي بدوره بكاء أشد من بكائها.

وما زال يسير وهو على هذه الحالة من القنوط حتى وصل إلى أورليان، فدفع إلى الرئيس العام رسالة الأب جيروم وأخذ جوابه، ثم رجع لفوره وهو يوسع الخطى.

وكان القمر على وشك الزوال وقد حجب نوره تكاثف أشجار الغابة، فما زال يسير وهو مشتت البال، حتى وصل إلى موضع الفخ في ذلك الطريق الضيق، فشعر فجأة أنه التطم به ثم شعر أن ساقيه قد تقيدا، وعلم لفوره أنه سقط في فخ الثعالب.

21

ولنعد الآن إلى الشفالييه دي فولون، فإن القراء يذكرون أنه وضع بنوات الأحدب أمامه فوق الجواد وانطلق في تلك الغابة إلى قصره.

Unknown page