191

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

ثم قطب حاجبيه وقال لها: إنك قلت الحقيقة هذه المرة لأني سأسافر، ولكن متى؟ - إنك مسافر اليوم.

وعاد ابتسام الشك إلى شفتيه وقال لها: لا أظن.

وإنما قال ذلك لوثوقه من أن الأب جيروم لا يزال مريضا، وهو لا يسافر إلا بعد شفائه.

وعند ذلك تركها وخرج إلى الجواد فلم توقفه النورية.

وفيما هو آخذ بصنع النعل، جاءه أحد الرهبان وقال له: تعال حالا يا داغوبير. - إلى أين؟ - إلى الدير. - لعلك محتاج إلي؟ - كلا، بل الأب جيروم يريد أن يراك. - ولكني مشتغل الآن بصنع نعل لجواد هذه المرأة. - إنها تنتظر.

فقالت النورية: لا بأس، إني غير مستعجلة.

فوقف داغوبير موقف الحائر، فإن حنة كانت في غرفتها وخشي أن تجتمع مدة غيابه بهذه النورية.

غير أن الراهب كان يلح عليه، فلم يجد بدا من الذهاب معه وبقيت النورية وحدها في الدكان، فوضعت رأسها بين يديها واسترسلت إلى التفكير.

وكانت تنوان تعتقد كما قدمناه بخطوط الأيدي، فجعلت تقول في نفسها: ما هذا الاتفاق الغريب؟ وكيف يغدو هذا البيطري الفقير الحقير غنيا نبيلا؟ ذلك مكتوب في كفه لا ريب فيه.

وفيما هي تفكر في أمره سمعت صوتا فوق رأسها، فالتفتت ورأت حنة نازلة على السلم الخشبي الموصل بين الغرفة والدكان، وهي تنزل ببطء.

Unknown page