157

Rocambole

الإرث الخفي: روكامبول (الجزء الأول)

Genres

فلما وجد الكونت نفسه فوق فرسه، جمد الدم في عروقه وكبر عليه الأمر، فلم يثب من ذهوله حتى حاول الرجوع إلى الدكان وهو يزبد من الغيظ بالرغم من نصح الأحدب له بالرجوع والاكتفاء بما حدث، ولكن داغوبير كان قد أسرع إلى الدكان وأقفل بابه وصعد إلى المنزل غير مكترث لوعيد الكونت.

أما لوسيان فإنه جعل يضرب باب الدكان بقبضة خنجره ويقول: افتح أيها الشقي ، فلا بد لي من قتلك ولو صعدت إلى الغمام.

فلم يفتح الباب كما كان يتوقع، بل فتحت النافذة وأطلت منها حنة وقالت له بلهجة بينت عن يأسها: أسألك بالله يا سيدي الكونت ألا تهيج غضب قريبي.

فقال لها الكونت: إن قريبك قد أهانني إهانة لا تغتفر جزاء لقولي بأني أحبك، وإني أريد أن أجعلك ...

أما حنة فإنها أقفلت النافذة قبل أن يتم جملته.

وفي الوقت نفسه فتحت نافذة أخرى، وهي نافذة داغوبير وأطل منها الحداد وقال له: يظهر يا سيدي الكونت أنك فقدت رشدك، وإني أنصحك بالانصراف. - بل إني سأقتلك شر قتل أيها الشقي، فقد جسرت على ما لم يجسر عليه أحد من قبلك، وسأحرقك وأحرق منزلك بالنار. - أما أنا فسأخمد تلك النار المتصاعدة إلى رأسك.

ثم احتجب داغوبير هنيهة وصاح الأحدب بالكونت يقول له: احذر! غير أن لوسيان لم يجد سبيلا للحذر، فإن داغوبير عاد مسرعا إلى النافذة يحمل كوز ماء كبير فكب جميع ما فيه من الماء البارد فوق رأس الكونت.

انتفض لوسيان انتفاض العصفور بلله القطر، وقد سكن تأثره لانشغاله بتأثير تلك المياه، ثم عاوده الهياج وهم أن يعود إلى الباب ويحاول كسره ولكنه تراجع منذعرا؛ إذ سمع صوت ضحك يشبه ضحك الساخر.

فغلى الدم في عروقه من الغضب والتفت إلى مصدر الصوت وكان من الغابة، فرأى فيها أشباحا وسمع أيضا صوت ضحك سخري.

فلكز بطن جواده ودفعه إلى تلك الأشباح، وعند ذلك رأى نور مشعل قد بزغ فجأة وهو من تلك المشاعل الخاصة بأهل الصيد، فوقف خجلا مبهوتا؛ إذ رأى على نور ذلك المشعل البارون والشفالييه وبينهما ابنة عمه الكونتس، وهي لا تزال تضحك ضحك الساخر وبين عينيها علائم الاحتقار والغضب.

Unknown page