فلم يجبه الفارس، بل خرج من الدكان وقرع باب الدير بعنف شأن القانط، فلم يجبه أحد، ولم يسمع غير أصوات الرهبان يصلون.
واستمر يقرع الباب ربع ساعة دون فائدة فعاد إلى دكان الحداد، فرأى داغوبير أن دمعة سقطت على خد الفارس.
أما الفتاة فكانت لا تزال نائمة. •••
كان حزن الفارس شديدا، حتى إن داغوبير لم يجسر أن يقول له شيئا بشأن قرعه باب الدير.
أما الفارس فإنه دنا من الفتاة وناداها باسم حنة، ففتحت الفتاة عينيها وقالت: إني متعبة جدا فدعني أنام، ثم أطبقت عينيها وانحنى رأسها الجميل على كتفها.
فنظر الفارس عند ذلك نظرة غريبة إلى داغوبير، وقال له: إني أسفك دمي في سبيل فتح باب الدير الآن.
فتأثر داغوبير تأثرا عظيما ليأس الفارس، وقال له: أتريد يا سيدي أن أكسر باب الدير؟ - كلا، فإننا نضيع الوقت، وقد أغضب بذلك رئيس الدير، وأنا في حاجة إلى رضاه.
ثم نظر إلى داغوبير كأنما قد خطر له خاطر وقال: ماذا تدعى؟ - داغوبير. - أأنت من أهل هذه البلاد؟ - إني ولدت في هذا البيت وسأموت فيه.
فنظر إليه نظرة الفاحص وقال: إن هيئتك تدل على أنك شريف القلب.
فأجابه بلهجة الإعجاب: إنك لو سألت جميع أهل المقاطعة لما حكموا على عائلة داغوبير إلا كما حكمت أنت علي.
Unknown page