============================================================
النطقاء لا بد له ضرورة من وصي يقوم بالاستفادة منه ، خصوصا ان كل صرك له متحرك ضرورة ، فالمتحرك واحد ، وان كان يتحرك منه متحركون كثر ، ولمما كان الناطق في زمانه محركا للنفوس كلها بدعوته ال طلب اليقاء باقامة العبادتين ، لزم ان يكون له متحرك ضرورة جري منه مچري المتعلم منه ، وان كان يتعلم منه متعلمون كثيروت ، والمتعلم منه بالحقيقة الذي نسميه وصيا ، وآدم لمثا كان ناطقا ، لزم ان يكون له وصي ، وكذلك كل ناطق ، واذا كان آدم قد أقام وصيا له فلا يجوز اعتقاد ما ينافي ذلك .
الفصل الثالث والثلاثون من الباب التاسع قال صاحب التصرة: عقب تأريله عما قال الله تعالي حكاية عن ابن نوح :سآوي اني جبل يعصمني من الماء ققد ظهر ههنا بقوله سالتجيء الي لاحق ، ويقول نوح لا عاصم اليوم من امر الله ، ان الامر كان قبل لوح من قبل اللواحق اذ هو لم يعلم مرتبة الوصي ، ولو كان لآدم وصي لكان ابنه يعلم ذلك ، هذا قوله .
ونقول : ان قوله ذلك متناقض لقوله في باب الادوار ان دور آدم عليه السلام ولاه الائمة من بعده ، ولست ادري كيف خفي عليه ذلك ، واظن ان نسخة الكتاب قد غيرت وزيد فيها ، ونقص بقلة المهتمين بامر الدين ، واهمالهم تصحيح ما يكثبونه بالمقابلة والقراءة علي اهل العلم والديانة والله المستعان . والتأويل في التجاء اين نوح هو ان الابن المنسوب الي وح لم يكن من صلبه وانما كان رجلا كبيرا له رئاسة دنياوية قد قدمه مثل
Page 212