============================================================
الضد في دور محمد نبينا ، واستفاد منه ، وتعلم ما به وصار ابنا له من القوة ، قدر في نفسه ، وتوهم الناس ايضا ان يكون هو وصيه ، فلما جاء امر الله تعالي بان اصنع الفلك أي أم نوح للوصاية آنبأ له من دونه علعي ما أمر الله به ، ودعا النساس التابعين له الي الدخول يمحت امره وطاعته ، وذلك قوله : "اركبوا فيها ، فتوقف هذا الرجل عمادخل غيره من طاعة اساسه ، وهو امتناعه عن الدخول في السفينة ، فدعساه نوح عليه السلام بقوله : "يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ، الي الطاعة، والتزام الأمر ، خصوصا ورغبة عود علي يده مقدرا ان يقعل قياسا علي ما كان يري منه من حسن الانقياد لأوامره ، فعند دعاءه اياه ويأسه بالكلية من ثلك المرتبة التي كان يرجوها نافق واستكبر وابي ان يطيع أساسه علي ما جري ، وقال ان امر الله فيه ، ان لم تعد فان رئاستك عليه تبطل ومال الضد مع ولينا صلي الله عليه ، فوعظه ثارة ورهيه أخري، وقال : ان امر الله فيه وان لم تعظه فان رئاستك تذهب ، ويشملك الذل ، ولا تري احدا يظاهرك ، ويعاونك علي امرك ، وهو قوله : "لاعاصم اليوم من امر الله " فلما سمع ذلك منه اظهر العصيان فقال يجهله ، ان اهذا الأمر لايتم لك علي ان تجعل الرئاسة كلها في بيتك ، وان ظهر قصد ، وإعنات وايذاء ، اعتضدت يرؤساء يشدون علي يدي ، ويفاونوني علي دفع الذل عني، وهو قوله : (سآوي الي جبل يعصمفي من الماء فالماء ههنا الذي يفرقه علي القوة التي تقتل ، والجبل ما يعتصم به من رجال واولياء ، فقصد واخذ هو وامثاله ، قهلكوا في دوره، وما بقي الا من كان ملتزما يطاعة أساسه ، وانما اورد الله مثل هذه الاخبار في كتايه الكريم تلبيها للامة لما يجري عليه امر الاساس بمن يستعصي عليه ولا يللزم طاعته ، فتارة يدل عليه نبينا يا بني آدم ، وتارة يشير الي بناقة صالح، وتارة بابن نوح ، ليعلموا ان احوال دور محمد مثل احوال الادوار السالفة ، ولم يخص محمدأ واسامه صلوات الله عليما باستعصاء امتهما 2180
Page 213