171

============================================================

ربه فلما افاق قال : (سبحانك تبت اليك) هذا قوله .

وقال صاحب النصرة : ارب اني انظر اليك قال لن تراني) يعني انك لاتطيق ، ولا تصبر علي تلك الرتبة ، ولكن انظر الي الجبل وهو الجد مع قربه مني ، فان استقر علي مرتيته التي اعطيتها ، واحتمل غير ما اطلعته عليه ، فسوف حمل انت ذلك ، فلم يحمل الجد ذلك لما تجلي له ، وكادت هويته ان تتلاشي هذا قوله .

ونقول : ان تأويل هذه الآية علي ما اول عليه كل من الصادين ، وضع من موسي عليه السلام اذ لما جعلاه في منزلة الانبياء والمرتية العليا، وممن يناجي الحدود العلوية اخرجاه من جملة العلماء ، وعداه في زمرة الجهلاء بطلبه ما لايدركه من فوقه من الحدود ، فكيف هو وذهاب الامرعليه في ذلك * وتأويل الآية غير ما ذهب اليه ، وذلك انه لم ثكن مخاطبة موسي عليه السلام مع الحدود العلوية ، بل كانت مخاطيته مع الحدود السفلية ، حين لم يكن قد بلغ درجة النطق ، فطلب من صاحبالامر ما لم يكن قد آن وقته ، وذلك انه كان في زمان فترة ، واهل الحق حت البلاء والستر والحتمان من جهة الاضداد والمخالفين ، فرأي موسي عليه السلام من نفسه قوة قدرها انه يمكنه بها في زمانه ذلك ان امر رفع تلك المحنة عن اهل الحق والانتقام من اعداء الله وسياسة الأمة بسياسة الحق ، كما قدر الاساس عليه السلام بما وجد بنفسه من القوة ما قدره وتاب منه ، لما علم انه اخطأ قرجعت له الشمس وردت علي ما بيناه في رسائلنا تأويلا ، فطلب موسي عليه السلام من صاحب الامر وهو ر سمبب ) حين قصده وهو ربه ، ذلك بعد ان بين امره له فيا يجد في نفسه من القوة والقدرة علي السياسة ، وهو قوله : (رب ارني انظر اليك) يعني امرني فاني ادبر هذا الامر واكشف الغمة قال : 18

Page 171