48

Riyad Nadira

الرياض النضرة

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الثانية

ﷺ بذلك لبادر ولم يتوقف، وعن أبي بكر الهذلي عمن أخبره عن الأشياخ "أن رسول الله ﷺ قال لأبي بكر: "كيف أنت يا أبا بكر إن وليت الأمر بعدي؟ " قال: قبل ذلك أموت يا رسول الله، قال: "فأنت يا عمر؟ " قال عمر: هلكت إذًا قال: "فأنت يا عثمان؟ " قال: آكل فأطعم، وأقسم فلا أظلم، قال: $"فأنت يا علي؟ " قال: آكل القوت وأخفض الصوت وأقسم الثمرة وأحمي الجمرة، قال: "كلكم سيلي وسيرى الله عملكم" خرج الأربعة ابن السمان في كتاب الموافقة. وعن سمرة بن جندب أن رجلًا قال: "يا رسول الله، إني رأيت كأن دلوًا دلي من السماء فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربًا ضعيفًا، ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع، ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح منها عليه شيء فشرب حتى تضلع، ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت". أخرجه الخجندي. "شرح" العراقي: أعواد يخالف بينها ثم تشتدّ في عرى الدلو واحدتها: عرقوة، وقوله: تضلع أي: استوفى من الشرب حتى امتلأت أضلاعه ريا، وانتشاط الدلو: اضطرابها حتى ينتضح ماؤها، وقوله: شربًا ضعيفًا إشارة إلى قصر مدته، وهي سنتان وعمر عشر سنين، وذلك معنى تضلعه، والانتشاط إشارة إلى اضطراب الأمر والاختلاف عليه. ذكر آي نزلت فيهم: عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ ١ الزرع: محمد ﷺ وشطؤه أبو بكر فآزره عمر، فاستغلظ بعثمان فاستوى بعلي ﵃ أجمعين- أخرجه الجوهري وابن عبد الله في أماليه.

١ سورة الفتح الآية: ٢٩.

1 / 56