مذهبهم كل منهم يكون على مذهبه لا على مذهب غيره كما كان عملهم جاريا قبل الآن فكيف يمنعون الآن من العمل على مقتضى مذاهبهم في الأذان والصلاة فإذا كانوا باقين على ما كانوا عليه قبل الآن تزول هذه المحذورات ويصلون في جمع عظيم مع الإمام الأول كما كانوا قبل الآن ويكون عملهم موافقا لعمل أكثر أهل الإسلام ويكون ذلك من أسباب الاتفاق والائتلاف وعدم الافتراق ولا شك أن ذلك هو الأصلح للإسلام والمسلمين ولو لم يكن من المرجحات للعمل بالعصر الأول إلا هذا لكان كافيا من غير احتياج إلى مرجح آخر كيف وقد تقدم كثير من المرجحات فالواجب على من يتعاطى الفتوى النظر إلى كثيرة المرجحات مع مراعاة ما هو الأصلح للإسلام والمسلمين فإنه من أعظم المرجحات وليحذر من الفتوى بما يوجب التفرق وعدم اتفاق الكلمة مع وجود قول صحيح يوجب الاتحاد والاتفاق فقد اتضح وظهر الجواب عن سؤال السائل وأنه لا يجوز منع من أراد الأذان والصلاة في العصر الأول ولا يجوز أيضا أن يجعل بدل الأذان الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم على المنائر لأن الشارع جعل للأذان ألفاظا مخصوصة لا يجوز إبدالها بغيرها فمن أفتى بجواز ذلك فعليه بيان النص وإلا فقد أخطأ في فتواه هذا ما ظهر في هذه القضية والعلم أمانة في أعناق العلماء وليعرض ذلك على العلماء من أهل الحرمين وغيرهم ليميزوا الخطأ من الصواب وفوق كل ذي علم عليم والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
Page 13