69

فصل

اجتمع يوما في ناد ناس، فجرى ذكر معاوية فمدحه بعض مشايخنا فقال : هو إمام من الأئمة. فقام معتزلي وقال : أتقول له وقد فعل وفعل .... - يعد معايبه ونحن ساكتون - ، ثم أنشأ يقول :

قالت تحب معاوية ؟ قلت اسكتي يا زانية

قالت أسأت جوابنا فأعدت قولي ثانية

يا زانية يا زانية يا بنت ألفي زانية

أأحب من شتم الوصي أخا النبي علانية ؟

فعلى يزيد لعنة وعلى أبيه ثمانية

ثم قال : قيل لأعرابي أتحب معاوية ؟ قال : وجدت معه أربعة إن قلت معها أتحبه لتكفر ، قيل : وما هي ؟ قال : قاتل أبوه النبي مرارا ، وقاتل هو وصيه ، وقتل ابنه يزيد الحسين بن علي ، وأخرجت أمه هند كبد عم [ النبي ] حمزة . فقال من حضر : لعن الله معاوية !

حكى معتزلي أن أبا سفيان جاء إلى علي عليه السلام يوم السقيفة وقال: أترضى أن يلي عليك بنو تيم؟ أخرج وحارب! لأملأن المدينة [ لك ] خيلا ورجلا.

فقال عليه السلام: قد علمت أنك ما نصحت الإسلام وأهله قط! أتأمرني أن أقاتل الصديق ؟

وحكي أنه دخل على عثمان يوم بويع له وقال : إني لأرجو أن يعود ديننا كما عاد ملكنا! فأمر عثمان فأخرج، وقال: لو لا أنه شيخ خرف لقتلته.

ولما قتل عمار قال عبدالله بن عمرو: وقتل عمار؟ قال معاوية: فماذا نفعل؟ قال: أليس النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال [ له ] ( تقتلك الفئة الباغية) قال: أنحن قتلناه؟ وإنما قتله علي حيث جاء به إلى الحرب! قال: فحمزة قتله النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث جاء به إلى أحد؟

Page 76