وعلى أصلهم أن من صدق بقلبه ولم ينطق بلسانه فهو مؤمن، (لأمرين) ١:
أحدهما: أن أصل الإيمان عندهم المعرفة كما قال جهم٢.
والثاني: أن الكلام معنى في النفس فهو إذا صدق بقلبه فقد تكلم على أصلهم به.
وعند أهل الأثر أن الإِيمان: قول وعمل يزيد وينقص، وعلماء الآفاق المتبعون كلهم على هذا القول٣.
ومخالفونا هؤلاء يقولون معنا في الظاهر مثل ذلك، وعندهم أن
١ في الأصل (لم يعين) وهو تحريف من الناسخ.
٢ وهو جهم بن صفوان، تقدمت له ترجمة ص ١٧.
ومذهبه: أن الإيمان هو المعرفة بالله تعالى، وأن الكفر هو الجهل به. وانظر: مقالته هذه لدى: (الأشعري: المقالات ١/٢١٤ و(البغدادي: الفرق بين الفرق ٢١١) و(الشهرستاني: الملل١/٨٨) .
٣ حكى ابن عبد البر إجماع أهل الفقه والحديث على ذلك – نقل ذلك عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في (الإيمان ٣١٣) و(قال وكيع: أهل السنة يقولون الإيمان قول وعمل..) أخرج ذلك عنه: الآجري في الشريعة: ١٤٥) .
وانظر: (الإيمان: لابن أبي شيبة ص ٤٦) .
وذكر شيخ الإسلام الصابوني أن ذلك قول أهل الحديث ١/١٢٣ (ضمن مجموعة الرسائل المنييرة) .