8

Nuzūl al-Qurʾān al-karīm wa-l-ʿināya bihi fī ʿahd al-Rasūl ṣallā Allāh ʿalayhi wa-sallam

نزول القرآن الكريم والعناية به في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

Publisher

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Genres

قال شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀ "وجعل بعضهم نزول الحديد بمعنى الخلق لأنه أخرجه من المعادن وعلمهم صنعته. فإن الحديد إنما خلق من المعادن -ثم ربط هذا المعنى بأصل الإنزال لغة فقال: والمعادن إنما تكون في الجبال فالحديد ينزله الله من معادنه التي في الجبال لينتفع به بنو آدم"١
وقد تبين لابن تيمية رحمه الله تعالى من استقرائه للآيات أنه ليس في القرآن ولا في السنة لفظ نزول إلا وفيه معنى النزول المعروف وأن هذا هو اللائق بالقرآن الكريم لأنه نزل بلغة العرب.٢
وقوله سبحانه: ﴿فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الفتح: ٢٦) .
وقوله: ﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ﴾ (الفتح: ٤) .
وقوله: ﴿وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا﴾ (التوبة: ٢٦) .
وغيرها من الآيات، حيث لم يرد فيها تعيين المنزل منه. كما ورد في النوعين قبله، فهو إنزال مطلق يفسر بحسب السياق، أو بما ورد موضحًا له في مواضع أخرى.

١ الفتاوى (١٢/٢٥٤)، وانظر (١٢/١١٨) .
٢ انظر: المصدر السابق.

1 / 8