211

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

على خلقي، مقرون طاعته مع طاعة محمد نبيي، ومقرون طاعة محمد بطاعتي، من أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني، جعلته علما بيني وبين خلقي؛ فمن عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك بيعته كان مشركا، ومن لقيني بولايته دخل الجنة، ومن لقيني بعداوته دخل النار.

فأقم يا محمد عليا علما، وخذ عليهم البيعة، وخذ عهدي وميثاقي (1) بالذي واثقتهم عليه؛ فإني قابضك إلي ومستقدمك.

فخشي رسول الله (صلى الله عليه وآله) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية لما عرف من عداوتهم وما يبطنون عليه أنفسهم لعلي (عليه السلام) من البغضاء، سأل جبرئيل (عليه السلام) أن يسأل ربه العصمة من الناس، وانتظر أن يأتيه جبرئيل بالعصمة من الناس من الله عز وجل، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف، فأتاه جبرئيل (عليه السلام) في مسجد الخيف، فأمره أن يعهد عهده ويقيم عليا للناس، ولم يأته العصمة من الله تعالى بالذي أراد حتى أتى كراع الغميم (2) بين مكة والمدينة، فأتاه جبرئيل وأمره بالذي امر به من قبل، ولم يأته بالعصمة، فقال: يا جبرئيل، إني لأخشى قومي أن يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي، فرحل.

فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة أميال أتاه جبرئيل (عليه السلام) على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس، فقال: يا محمد! إن الله عز وجل يقرؤك السلام ويقول لك: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك

Page 217