212

Rawdat Wacizin

روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1

وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس (1) فكان أولهم بلغ قرب الجحفة، فأمره أن يرد من تقدم منهم، وحبس من تأخر منهم في ذلك المكان ليقيم عليا للناس، ويبلغهم ما أنزل الله عز وجل في علي (عليه السلام)، وأخبر أن الله تعالى قد عصمه من الناس.

فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند ما جاءته العصمة مناديا فنادى في الناس ب «الصلاة جامعة» وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير، أمره بذلك جبرئيل (عليه السلام) عن الله تعالى، وفي الموضع سلمات (2)، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يقم (3) ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر؛ ليشرف على الناس، فتراجع الناس، واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون، وقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) فوق تلك الأحجار، وقال (صلى الله عليه وآله):

الحمد لله الذي علا بتوحيده، ودنا في تفريده، وجل في سلطانه، وعظم في أركانه، وأحاط بكل شيء وهو في مكانه- يعني أن الشيء في مكانه- وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه، حميدا لم يزل، محمودا لا يزال، ومجيدا لا يزول، ومبدئا معيدا، وكل أمر إليه يعود. بارئ المسموكات وداحي المدحوات، قدوس سبوح رب الملائكة والروح، متفضل على جميع من يراه، متطول على جميع من ذراه، يلحظ كل نفس، والعيون لا تراه. كريم حليم ذو أناة، قد وسع كل شيء رحمته، ومن على جميع خلقه بنعمته. لا يعجل بانتقامه، ولا يبادر بما استحقوا

Page 218