Rawdat Wacizin
روضة الواعظين و بصيرة المتعظين - الجزء1
Genres
والروم لاختطفتنا من أرضنا، ولقلعت الكعبة حجرا حجرا. فأنزل الله تعالى:
وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء (1) إلى آخر الآية. وانزلت في قولهم: لقلعت الكعبة حجرا حجرا: ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل (2) إلى آخرها.
فلما سمعوا ذلك من النبي (صلى الله عليه وآله) خرجوا من عند أبي طالب فقالوا: لا نرى محمدا يزداد إلا كبرا أو تكبرا، وما هو إلا ساحر أو (3) مجنون، وتوعدوه وتحالفوا (4) وتقاعدوا لئن مات أبو طالب ليجمعن قبائل قريش كلها على قتله ما أمسكت أيديها السياط، وبلغ أبا طالب ذلك فجمع بينه وبين بنو [بني] أبيه وأحلافهم (5) من قريش، فوصاهم (6) برسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: إن (7) ابن أخي محمدا نبي كما يقول، بذلك أخبرنا آباؤنا وعلماؤنا، إن ابن أخي محمدا (8)(صلى الله عليه وآله) نبي صادق، وأمين ناطق، وإن شأنه أعظم شأن، ومكانه أعلى مكان من ربه، وإن يومي قد حضر وأنتم الخلفاء النجب، فأجيبوا دعوته، واجتمعوا على نصرته، وارموا (9) عدوه من وراء حوزته؛ فإنه الشرف الباقي لكم على الدهر، وأنشأ يقول:
Page 147