al-Rawd al-zahir fi sirat al-malik al-Zahir
الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر
Genres
وفي شهر رمضان جرد السلطان على عادته في إجراء الصدقات بمطابخ في القاهرة ومصر، برسم الفقراء يفرق فيها كل ليلة جملة من الطعام والخبز ؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم ! - : « من فطر صائمة فله أجر صائم »، وكذلك جرى على عادته الحسنة في عتق ثلاثين نسمة على عادة الملوك الماضين، هذا غير من أعتق من مماليكه الأمراء وخواصه، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من أعتق نسمة مؤمنة كان له بكل عضو منها عتقي عضو من النار »
وبلغ السلطان أن الفرنج أخذوا أخيذة. من بلاد الإسلام، فأنكر ذلك، وتقدم إلى النواب بالاجتهاد في ردها، فوصل كتاب الأمير ناصر الدين القيمري، يذكر أن الفرنج ردوا الأخيذة، وهي عالم كبير من أهل البلاد، وجملة من المواشي، فسمع في تلك الساعة من اختلاف الأصوات بدعاء الرجال والنساء، وبكاء الأطفال، ما تكاد ترى له الحجارة. وكان السبب في رد هذه الأخيذة أن الأمير المذكور سير إلى الفرنج يتهددهم، ويقول لهم : «نحن هادناكم كما سألتم المدة التي طلبتموها، وهذه الأخيذة كانت في مدة الهدنة. فبعث النمر نج وزير قيسارية ليتحدث في ذلك، فأمسكه الأمير ناصر الدين، وما زال حتى أحضر جميع ذلك، وبعد ذلك سيب الوزير.
وفي هذا التاريخ وصلت كتب نواب البيرة يذكرون أن صارم الدين بكتاش الزاهدي ركب في جماعة، وأغار إلى باب قلعة الروم، وأغار مرارة.
وفي شهر رمضان وصل رسول من الملك شارل أخي الملك فرنسيس، وهو صاحب مرشيلية، ووصلت صحبته عدة من السنافر الشهب، والأمتعة، ومضمون كتابه المحبة والمشايعة ؛ ووصلی کتاب استاذ داره بأن مخدومه أمره أن يكون أمر السلطان نافذة في بلاده، وأن أكون نائب السلطان كما أنا نائبه .
Page 201