al-Rawd al-zahir fi sirat al-malik al-Zahir

Muhyi al-Din Ibn ʿAbd al-Zahir d. 692 AH
153

al-Rawd al-zahir fi sirat al-malik al-Zahir

الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر

Genres

History

وفي هذه المدة أمر السلطان الأمراء والأجناد بعمل العدد الكاملة لهم ولمماليكهم، فلم يبق لأحد اهتمام إلا في تفصيل البركصطوانات وعمل الجو اشن، وصقل الزرد، وكفت الحود، وعمل وجوه الخيل. وإذا عبر الإنسان في سوق السلاح لا يقدر على العبور من كثرة الخيل للأجناد الواقفين به ؛ وارتفع سعر الحديد، وأجر الحدادين والجواشنة والصياقلة، ولم يبق لأحد همة في شيء إلا تكملة عدته النافعة، وفي كل دار معلم للعب الرمح ؛ وتعلم جمع كبير من المماليك الظاهرية لعب النار على الخيل، وما بقي لأحد رغبة إلا في الاشتغال بعدة الحرب، والناس على دين الملك، وان حلفا حالف أن أحدة من العسكر ما أنفق شيئا من مغل إلا في ذلك، لصدق، وقد كان من تقدم من الحند ينفقون مالهم فيما لا يرضي الله تعالى من الأمور المحبطة للأعمال ؛ وهذا الملك شغله هذا لا ينتهي عنه بلذة ولا طرب، ولا ينقضي وقته إلا في حسنة قد سطر الله أجرها وكتب.

وفي شعبان وصل كتاب أمير المدينة - على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ! - يذكر أنه ركب بنفسه، وسار إلى جهة مكة - شرفها الله ! - صحبة الكسوة، وعلقت. وفي شهر رمضان منها تنجزت كسوة الضريح الشريف النبوي - شرفه الله ! - وتقرر سفرها صحية الطواشي جمال الدين محسن الصالحي، وشرع في تجهيز الشموع والزيت والطيب.

وفي هذه السنة في شهر رمضان منها وصل كتاب الأمير ناصر الدين القيمري، يذكر أنه بلغه أن الفرنج المخذولين توجهوا إلى جهة يافا، وكان السلطان قد اطلع على حركتهم، فأمره بالغارة على قيسارية وعثليث فساق إلى باب عثليث [ و]هب وقتل وأسر، ثم ساق إلى قيسارية، واعتمد فيها هذا الاعتماد، وبلغ الذين اجتمعوا في يافا من الفرنج ذلك، فسقط في أيديهم، وانعكست القضية، فخافوا ورجعوا، وورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراها.

Page 200