============================================================
روجته والولد من والديه والحبيب من حييبه هذا يحمل مبجلا إلى جنات النعيم وهذا يساق مسلسلا مغلولا إلى عذاب الجحيم وقد طال منهم التلفت والوداع ودموعهم تجرى كالأنهار بفجعة الانقطاع وأنشدوا في البين والفراق : لو كنت ساعة بييننا ما بيشتا ورأيت كيف تكره التوديح لعلمت أن من الدموع محدثا ورأيت من عتب الحديث دموعا قلت وقد أبدلت هذا البيت الثانى ببيت يناسب فراق الآخرة وحال الباكين فيها لعلمت أن من الدموع لأنهرا تجرى وعاينت الدماء دموعا الحكاية الثانية والستون عن هالك بن دينار رضى الله عنه قال رأيت في بعض الأيام شابا عليه آثار الدعاء ونور الإجابة ودموعه تتساقط على وجهه فعرفته وكنت أعهده بالبصرة ذا نعمة فبكيت لما رأيت من حاله على تلك الصفة ويكى الآخر لما رآنى وبدأنى بالسلام وقال يا مالك بالله عليك إلا ذكرتنى في وقت خلواتك وسألت الله لى التوبة والمغفرة لعله يرحمنى ويغفر لى ثم أنشأ يقول : وعرض يذكرى حين تسمع رينب وقل ليس يخلو ساعة منك بالسه عساها إذا ما مر ذكرى بسمعها تقول فلان عندكم كيف حاله قال مالك رضى الله عنه ثم ولى ودموعه تستبق قلما دخلت أشهر الحج توجهت إلى مكة فبينما أنا في المسجد الحرام إذ رأيت حلقة يجتمع الناس إليها وإذا يفتى يتضرع وقد قطع على الناس طوافهم بكثرة بكائه فوقفت عليه أنظر مع الناس إليه فإذا هو الرجل صاحيى فسررت به وسلمت عليه وقلت له الحمد لله الذى أبدلك بخوفك أمنا وأعطاك ما تتمنى قال فأنشد : فساروا بلا خوف إلى خيف أمنهم فلما أناخوا في منى بلغوا المنسى تنوا فأعطاهم مناهم وصانهم بتوبته الخلصا عن الفحش والختا وسامح عن كل الذتوب التى جرت وما اجترح العبد المسىء وما جنى أدار عليهم ساقى القوم خمرة فنادوا من الساقى فقال لهم أنا أنا الله فادعونى أنا الله ربكم لى المجد والعليا والملك والسنسا قال مالك ثم قلت له بالله عليك أطلعنى على أمرك كيف كان فقال ما كان إلا
Page 89