216

============================================================

الحكاية الخامسة والخمسون بعد المالتين كى أن حبيبا العبمى رضى الله تعالى عنه كانت له زوجة سيثة الخلق فقالت له يوما إذا لم يفتح الله عليك بشىء فأجر نفسك واعمل في الفاعل، فخرج إلى الجبانة وصلى إلى العشاء ثم أتى بيته خجلا من توبيخها مشغول القلب من شرها فقالت أين أجرتك فقال لها إن الذي استأجرني كريم استحييت من استعجاله، فمكث كذلك أياما يصلى في الجبانة إلى الليل وتقول له أين أجرتك كل يوم فيقول لها اسستأجرني كريم فخسفت من استعجاله فلما طال عليها الحال قالت له اطلب أجرتك من هذا أو أجر نفسك من غيره فوعدها أته يطلب الأجرة وخرج إلى عادته فلما أمسى الليل عاد إلى منزله خائفا منها فرأى فى بيته دخانا ومائدة منصوية وزوجته مستبشرة فرحة فقالت له قد بعث لنا الذى أستأجرك ما يبعث الكرام وقال رسوله لي قولي لحييب يجد في العمل وليعلم أنا لم نؤخر أجرته بخلا ولا عدما، قيقر عينا ويطيب نفسا ثم أرته اكياسا مملوءة دناتير فبكى حبيب وقال لزوجته هذه الأجرة من كريم بيده خزائن السموات والأرض فلما سمعت ذلك تابت إلى الله تعالى وأقسمت أنها لا تعود إلى ما كانت عليه.

الحكاية السادسة والخمسون يع الهاتتين روى أن عطاء الأزرق رضى الله عته دفعت إليه زوجته درهمين وقالت له اشتر لنا دقيقا بهما فخرج إلى السوق فرأى مملوكا يبكى فقال له لم تبكى فقال إن مولاى دفع إلى درهمين أشترى بهما شيئا فسقطا منى وأخاف أن يضريني فدفع إليه عطاء الدرهمين ومضى يصلي إلى وقت المساء وانتظر شيئا يفتح عليه فلم يفتح عليه بشىء فقعد على دكان صديق له نجار فقال له خذ من هذه النجارة لعلكم تحتاجون إليها تحمون بها التنور فليس لى شىء أواسيك به فأخذ ذلك في جرابه ورجع إلى بيته وفتح الباب وطرح الجراب في البيت ومضى إلى المسجد فصلى فيه العشاء وقعد حتى مضى شىء من الليل رجاء أن ينام أهله كي لا يخاصموه ثم جاء إلى البيت فوجدهم يخبزون الخبز فقال لهم من أين لكم الدقيق قالوا من الذي حملته في الجراب لابقيت تشترى لنا الدقيق إلا من الذى اشتريت لنا هذا منه فقال أفعل هذا إن شاء الله تعالى.

Page 216