============================================================
من هذا وهذا في ساعة واحدة حصل له هذا المقام وهذه الكرامات العظام فبكى الشيخ وقال يا ولدى وأيش كنت أنا هذا فعل الله تعالى قيل لي فلان من الأبدال توفى فأقم فلانا مقامه فامتثلت الأمر كما تمثل الخدام ووددت أنه حصل لى هذا المقام رضى الله عنه.
وهذا الشيخ الجليل الفاضل يقال له الشيخ على بن المرتضى من أصحاب الشيخ الكبير محمد بن ابى الباطل الذى أتشد فيه تلميده وهو راحل وقال لله دره من قائل ليت شعرى أى أرض آجدبت فسقوها بك يا وجه الفرج ساقك الله إليها رحمة فبجاهك ما عليهم من حرج يعني ساقك الله في هذا السفر إلى مكان يريد إغاثة أهله بك ولست أدرى الآن اين ذلك المكان فلما وصل إلى عدن أقام بها مدة يسيرة وتوفى وقبره هناك مزور ومشهور رضى الله عنه ونفعنا به آمين.
الحكاية الاربعون بعد المالتين روي أن الشيخ الكبير المشكور المسمى بجوهر المشهور الذي هو في عدن مقبور رضي الله عنه كان مملوكا فعتق وكان يبيع ويشتري في السوق ويحضر مجالس الفقراء ويعتقدهم وهو أمي فلما حضرت وفاة الشيخ الكبير الحداد المدفون بعدن رضي الله عنه قال له الفقسراء من يكون الشيخ بعدك قال الذي يقع على رأسه طائر اخضر في اليوم الثالث من موتي عتدما يجتمع الفقراء هو الشيخ فلما توفى اجتمع الفقراء عند قبره ثلاثة أيام قلما كان اليوم الثالث وفرغوا من القراءة والذكر قعدوا ينتظرون ما وعدهم الشيخ فإذا بطير أخضر وقع قريبا منهم فبقى كل واحد من كبار الفقراء ينتظر ذلك ويتمتاه فبينما هم كذلك ينتظرون الوعد الكريم وما يكون فيه من تقدير العزيز العليم واذا بالطائر قسد طار ووقع على رأس جوهر ولم يكن يخطر له ولا لأحد من الفقراء ذلك ققام إليه الفقراء ليزفوه إلى راوية الشيخ وينزلوه منزلة المشيخة فبكى وقال كيف اصلح للمشيخة وانا رجل سوقي وامي لا أعرف طريق الفقراء وآدابهم وعلى تبعات وبيني وبين الناس معاملات فقالوا له هذا أمر سماوي نزل ولا بد لك منه والله تعالى يتولى تعليمك ومعونتك وهو يتولى الصالحين فقال أمهلوني حتى أمضي إلى السوق وأبرا من حقوق الخلق فأمهلوه فذهب إلى دكانه ووفى كل ذي حق حقه ثم ترك السوق ولزم الزاوية ولازمه الفقراء وصار جوهرا كاسمه وله رضى الله عنه من الفضائل والكرامات ما يطول ذكره فسبحان المنان الكريم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
Page 207