============================================================
(قلت) وقد جاء في الحديث أن عمل الإنسان يدفن معه في قبره فإن كان العمل كريما اكرم صاحبه وإن كان لئيما أسلمه أى إن كان عملا صالحا أنس صاحبه وبشره ونور عليه قبره ووسعه وحماه من الشدائد والأهوال والعذاب والوبال.
وقد سمعت عن بعض الصالحين في بعض بلاد اليمن أنه لما دفن بعض الموتى وانصرف الناس عنه سسمع في القبر ضربا ودقا عنيفا ثم خرج من القبر كلب أسود فقال له الشيخ الصالح ويحك أيش أنت قال أنا عمل الميت قال فهذا الضرب فيك أم فيه قال بل في وجدت عنده سورة پس وأخواتها فحالت بينى وبينه وضربت وطردت قلت لما قوى عمله الصالح غلب عمله القبيح وطرده عنه بكرم الله ورحمته، ولو كان عمله القبيح أقوى لغلبه وأفزعه وعذبه نسأل الله الكريم لطفه ورحمته وعفوه وعافيته لنا ولأصحابنا ولكاقة المسلمين آمين.
الحكاية الثانية والخمسون بهد الماية حكى عن أحد العصاة أنه مات فلما حفروا له قبرا وجدوا فيه حية عظيمة فحفروا له قبرا آخر فوجدوها فيه ثم كذلك قسبرا بعد قبر إلى أن حفروا نحوا من ثلاثين قبرا وفى كل ذلك يجدونها فيه فلما رأوا أنه لا يقدر أن يهرب من الله هارب ولا يغلبه غالب دفتوه معها وهذه الحية هى عمله كما ذكرنا في حكاية مالك بن دينار نسأل الله الكريم التوفيق وحسن الخاتمة في عفو وعافية في الدين والدنيا والآخرة إنه المنان الكريم البر الرحيم.
الحكاية الثالثة والخمسون بعد الماثة عن أبى إسحاق الفذارى رحمه الله قال كان رجل يكثر الجلوس إلينا ونصف وجهه مغطى، فقلت له إنك تكثر الجلوس إلينا وتصف وجهك مغطى أطلعنى على هذا فقال وتعطينى الأمان قلت نعم قال كنت نباشا فدفنت امرأة فأتيت قبرها فتبشت حتى وصلت إلى اللبن فرقعته ثم ضربت بيدى إلى الرداء ثم ضريت بيدى إلى اللفافة فجررتها فجعلت تجرها فقلت أتراها تغلبنى فجثيت عسلى ركبتى فجررت اللفافة فرفعت يدها فلطمتنى وكشف عن وجهه فإذا أثر خمس أصابع في وجهه، فقلت له ثم ماذا فعلت قال ثم رددت عليها لفافتها وإزارها ثم رددت اللبن ثم التراب وجعلت على نفسى ألا أنبش قبرا ما عشت قال فكتبت إلى الأوزاعى بذلك فكتب إلى الأوزاعى سله ويحك عمن مات من أهل التوحيد ووجهه إلى القبلة فسألته عن ذلك فقال اكثرهم حول وجهه عن القبلة فكتبت بذلك إلى الأوزاعى فكتب إلى إنا لله وإنا إليه راجعون ثلاث مسرات أما من حول
Page 161