115

============================================================

العكاية الخامسة والتسعون عن ابراهيم الخواص رضى الله عنه قال دخلت البادية فأصابتنى شدة فكابدتها وصابرتها فلما ذخلت مكة داخلنى شىء من الإعجاب فنادتنى عجوز من الطواف يا إبراهيم كنت معك فى البادية فلم أكلمك لأنى لم أرد أن أشغل سرك عنه أخرج هذا الوسواس عنك: (وقال الشيخ) أبو الحسين المزين رضى الله عنه دخلت البادية على التجمريد حافيا حاسرا فسخطر ببالى آنه ما دخل للبادية في هذه السنة أحد أشد تجريدا منى فجذبنى إنسان من ورائى وقال ياحجام كيف تحدث نفسك بالأباطيل وأنشدوا نظرت فى الراحة الكبرى فلم أرها تنال إلا على جنس من التعسسب وال جد منها بعيد فى تطلبها فكيف تدرك بالتقصير واللعب ( وقال بعضهم) هجر النفس مواصلة الحق ومواصلة النفس هجر الحق وقيل الهجر نيران والوصل جنان وأنشدوا: و الهجر لو سكن الجنان تحولت نعم الجنان على العبيد جحيما و الوصل لو سكن الجحيم تحولت نقم الجحيم على العباد نعيما (وقال) بعضهم إن الله تعالى وهب لكل عبد من معرفته مقدارا وحمله من البلاء على مقدار ما وهب له من المعرفة لتكون معرفته عونا له على حمل بلائه العكاية السادسة والتسعون عن أحد الصالعين رضى الله عنهم قال رأيت سمنون فى الطواف وهو يتمايل فقبضت على يده وقلت له ياشيخ موقفك بين يديه إلا أخبرتنى بالأمر الذى أوصلك إليه فلما سمع بذكر الموقف بين يديه سقط مغشيا عليه فلما أفاق أنشد: ومكتثب لج السقام بجسمه كذا قلبه بين القلوب سقيم يحق له لو مات خوفا ولوعة فموقفه يوم الحساب عظيم ثم قال يا أخى أخذت نفسى بخمس خصال أحكمتها فأما الخصلة الأولى أمت منى ما كان حيا وهو هوى النفس وأحييت منى ماكان ميتا وهو القلب وأما الثانية فإنى أحضرت ماكان عني غاتبا، وهو حظى من الدار الآخرة، وغيبت عنى ما كان عندى حاضرا وهو نصيبى من اللنيا وأما الثالثة فإنى أبقيت ما كان فانيا عندى وهو التقى وأفنيت ما كان باقيا عندى وهو الهوى وأما الرابعة فإنى أنست بالأمر الذى منه تستوحشون وفررت من الأمر الذى إليه تسكنون ثم ولى عنى وهو يقول:

Page 115