============================================================
فتبسم رسول الله ة من شعره وقال إن من الشعر لحكما وروى لحكمة (وقال الإمام الحفيل السيد الجليل ابن المبارك رضي الله عنه) سخاء النفس عما فى أيدى الناس أفضل من سخاء النفس بالبذل : الحكاية الثانية والسبخون حكى عن أبى جعفر محمد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب رضي الله عنهم أجمعين آنه خرج حاجا فلما دخل المسجد الحرام نظر إلى البيت فبكى حتى علا صوته فقيل له إن الناس ينظرون إليك فلو رفقت بصوتك قليلا فقال ولم لا أبكى لعل الله ينظر إلى برحمة فأفوز بها عنده غدا ثم طاف بالبيت وصلى خلف المقام ورفع رأسه من السجود فإذا موضع سجوده مبتل بدموع عينيه وقال لبعض أصحابه انى لمحزون وإنى لمشتغل القلب فقيل له وما حزنك وما شغل قلبك قال إنه من دخل قلبه صافى خالص دين الله تعالى شغله عما سواه وما عسى أن تكون الدنيا هل هى إلا مركب ركبته أو ثوب لبسته أو امرأة أصبتها أو اكلة اكلتها أو كما قال رضي الله وقال إن أهل التقوى أيسر أهل الدنيا مثونة وأكثرهم معونة إن نسيت ذكروك وان ذكرت أعاتوك قوالون بحق الله تعالى بأمر الله عز وجل فأنزل الدنيا بمنزلة منزل نزلت به وارتحلت عنه أو كما أصبته فى منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء وأنشد: ألا إنما الدنيا ك أحلام تائم وما خير عيشى لايكون بدائم تأمل إذا ما نلن بالأمس لذة فأفنيها هل أنت إلا كحالم (وقال) رضى الله عنه إن الغنى والعز يجولان فى قلب المؤمن فإذا وصلا إلى مكان فيه التوكل استوطناه.
(قلت) پعنى وان لم يجدا فيه توكلا رحلا عنه وفى معنى يجول الغنى والعز فى قلب مؤمن فإن ألفيا جوف القلوب توكسلا أ قاما فأمسى العبد بالله ذا غى عزيزا وان لم يلفياه ترحلا وقوله من دخل قلبه صافى خالص دين الله عز وجل شغله عما سواه أشار بذلك إلى المحبة لأن صافى خالص دين الله تعالى يستلزم محبة الله حقيقة فى القلب الذى حل فيه فحينئذ يشتغل بالمحبوب عما سواه فلا يسمع ولايبصر إلا بالله ومنه قول القائل :
Page 100