Rasail Fiqhiyya
رسائل فقهية (مخطوط)
Genres
من عقيق فإن الركعة فيه بألف وينبغي أن يصلي صلاة مودع فيجدد التوبة والإنابة والاستغفار ويشغل فكره في جميع أحواله في طاعة سيده ومولاه وأن يقوم بين يدي ربه قيام العبد الذليل بين يدي مولاه وأن يعلم ما يقول وأنه لمن يناجي ولمن يسئل وأنه صادق في مقالته عند قراءته إياك نعبد وإياك نستعين الذي يراد منه تخصيصه بالعبادة والاستعانة فلا يكون عابدا لهواه ولا مستعينا بغيره وأن يكون باطنه موافقا لما يظهره من العبودية في الركوع والسجود ونحوهما وإلا كان من القبيح في زي الحسن ومن كان فكره قاصرا فعليه بمطالعة ما كتبه العلماء في أسرار الصلاة ولو تأمل العبد الذي يشتغل بصلاته وقلبه مشغول بأمور دنياه أنه ما عامل سيده ومولاه معاملة أقل من يخاطبه بمن زوجته وغيرهما ممن يحضر تمام قلبه عنده مخاطبته لذاب حياء إن كان من أهله فليبذل الانساني جده في التجنب فيها عن حديث النفس وعن التفكر في أمور دنياه كما أنه ينبغي بذل جهده في الحذر من مكائد الشيطان ومصائده وجنائله فإنه لا زال يختلس للعابد في عبادته ويوقعه في الشك فيها ويشغله عن التوجه إليها فإذا عرف الانسان كيده أرغم أنفه بمخالفته وعدم إطاعته في تجيد العبادة واستينافها وأيسه من الطمع فيه ومن جملة حبائله ادخال العجب في نفس العابد حتى يمنعه قبول عبادته فإن المعجب لا يصعد شئ من عمله بل الذنب الذي يتعقبه الندم خير من الصلاة مع العجب كما أن من حوابس الصلاة حبس الزكاة والحقوق الواجبة والنشوز والإباق والحسد والكبر والغيبة وآكل الحرام وشرب المسكر وغيرها بل مقتضى قوله تعالى إنما يتقبل الله من المتقين عدم قبولها من كل فاسق وإياك والقيام للصلاة كسلا ثقيلا في سكرة النوم أو الغفلة ولا تكن لاهيا فيها ولا مستعجلا ولا مدافعا للبول أو الغايط أو الريح ولا تمتخط فيها ولا تتخم ولا تبصق بعض ما في فمك من الفضولات ولا تطمح ببصرك إلى السماء ولا تغمض بل اخشع ببصرك شبه المغمض ولا تختصر بأن تضع يدك على خاصرتك معتمدا على أحد وركيك بل ينبغي تجنب كل ما ينافي خشوعها وكل ما يعد فيها لعبا وكل ما ينافيها في العرف ولعادة وكل ما أشعر فيها بالتكبر لو
Page 93