وَلَا ولد وَلَا مَوْلُود وَلَا يُحِيط بِهِ الأقدار وَلَا تحجبه الأستار إِلَى آخر مَا نَقله أَبُو الْحسن الْأَشْعَرِيّ ﵀ عَن الْمُعْتَزلَة وَفِي هَذَا النَّفْي الْمُجَرّد مَعَ كَونه أَنه وصف بالمعدوم لَا مدح فِيهِ بل فِيهِ إساءة أدب فَإنَّك لَو قلت للسُّلْطَان أَنْت لست بزبال وَلَا كساح وَلَا حجام وَلَا حائك لأدبك على هَذَا الْوَصْف وَإِن كنت صَادِقا وَإِنَّمَا تكون مادحا إِذا أجملت النَّفْي فَقلت أَنْت لست مثل أحد من رعيتك أَنْت أَعلَى مِنْهُم وأكمل وأشرف وَأجل فَالصَّوَاب هُوَ التَّعْبِير عَن الْحق بالألفاظ الشَّرْعِيَّة النَّبَوِيَّة الإلهية كَمَا هُوَ سَبِيل أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَطَرِيق السَّادة الصُّوفِيَّة السّنيَّة لَا مَا ابتدعه المعطلة والمعتزلة وَلَا مَا اخترعوه من المباني والمعاني اللُّغَوِيَّة والعرفية قَالَ القونوي بعد مَا بحث مَعَ الْمُعْتَزلَة أَنه كَيفَ يَصح كَونه متكلما بِكَلَام يقوم بِغَيْرِهِ إِذْ لَو صَحَّ ذَلِك للَزِمَ أَن يكون مَا أحدثه فِي الجمادات والحيوانات كلَاما فَيلْزم أَن يكون متكلما بِكُل كَلَام خلقه فِي غَيره زورا وَكفرا تَعَالَى شَأْنه وَعظم برهانه وَقد اطرد الاتحادية فَقَالَ ابْن عَرَبِيّ
(وكل كَلَام فِي الْوُجُود كَلَامه ... سَوَاء علينا نثره ونظامه)
انْتهى
1 / 44