مسلم المدائني (١) فضعف عندى الحديث، ثم قلت: لألقينّ سلام بن مسلم، فلقيته، فسألته عن الحديث، فقال: حدثنى رجل، فقلت: من هذا الرجل؟ فتلكأ ساعة، ثم قال: حدثنى به رجل من أهل الموسم لا أدرى من هو.
أبو الحارث الورّاق قال: سمعت شعبة يقول: قدمت الكوفة فلقيت أصحابنا سفيان
ومسعر، قال: فقالوا لى: تعال حتى تأتى أبا إسحاق (٢).
قال: فقلت: لا تريدون. قال: فقالوا لى: انطلق. قال: فقلت: أرى إذا صرت إليه يقول: هو الحارث عن على فأوقفه عليه فأفسد عليكم فلا تريدون. قال: فقالوا انطلق. قال: فمضيت معهم حتى صرنا إلى أبى إسحاق.
قال: فقال أبو إسحاق: أبو ريحانة، عن النبى ﷺ قال: "من صلى كذا فله كذا؟ "، قال شعبة: فتطاولت من بينهم فقلت: يا أبا إسحاق من حدّثك بهذا؟ قال: فقال لى:
_________
(١) جاء فى تهذيب التهذيب: سلام بن سلم ويقال: ابن سليم، وابن سليمان، والصواب الأول: أبو سليمان، ويقال: أبو أيوب، ويقال: أبو عبد الله هو سلام الطويل المدائنى خراسانىّ الأصل. قلت: وما أثبته هو ما جاء بالمخطوط من أنه سلام بن مسلم.
قال ابن حجر فى تهذيب التهذيب (٤/ ٢٨١، ٢٨٢): روى عن حميد الطويل، وثور بن زيد الرحبى، وجعفر بن محمد الصادق، وعثمان بن عطاء الخراساني، ومنصور بن زاذان، وزيد العمى، وأكثر رواية عنه، وهارون بن كثير أحد الضعفاء وغيرهم.
وعنه: عبد الرحمن بن ثابث بن ثوبان، وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن محمد الحاربى، وقبيصة ابن عقبة، وغيرهم.
قال أحمد: روى أحاديث منكرة.
وقال ابن أبى مريم، عن ابن معين: له أحاديث منكرة.
وقال الدورى وغيره، عن ابن معين: ليس بشئ.
وقال ابن المديني: ضعيف.
وقال ابن عمار: ليس بحجة.
وقبهال الجوزجانى: ليس بثقة.
وقال البخارى: تركوه، وقال مرة: يتكلمون فيه.
وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث تركوه.
قال ابن عدى فى الضعفاء (٣/ ٢٩٩: ٣٠٢)، بعد ما ساق له أحاديث: ولسلام أحاديث صالحة غير ما ذكرته، وعامة ما يرويه عن من يرويه عن الضعفاء والثقات لا يتابعه أحد عليه. انظر: تاريخ بغداد (٩/ ١٩٥)، كما جاء بهامش الضعفاء.
(٢) انظر ترجمته فى: تهذيب التهذيب (٨/ ٦٣)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٩٢)، ميزان الاعتدال (٣/ ٣٧٠)، طبقات خليفة (١٦٢)، التاريخ الكبير (٦/ ٣٤٧)، تاريخ الإسلام (٥/ ١١٦)، تذكرة الحفاظ (١/ ١١٤).
1 / 48