Qissat Falsafa Haditha

Zaki Najib Mahmud d. 1414 AH
66

Qissat Falsafa Haditha

قصة الفلسفة الحديثة

Genres

يجيب «كانت» على ذلك السؤال في جزأين: يسمى الأول «الحس السامي»، وهو يبحث في المرحلة الأولى من مراحل المعرفة، أي في وصول الإحساسات إلينا من الخارج، ويسمى الثاني «المنطق السامي»، وفيه يبحث فيما يطرأ على الأحاسيس بعد وصولها إلى العقل. وهو يقسم هذه المرحلة الثانية إلى فرعين: مرتبة دنيا من الفهم، ويسميها «التحليل السامي»، ومرتبة عليا، ويسميها «الميتافيزيقا السامية».

وهذه الإجابات الثلاث تقابل من ناحية أخرى الأسئلة الفرعية الثلاثة التي ذكرناها من قبل؛ فالحس السامي يجيب عن كيفية إمكان المعرفة الرياضية، والتحليل السامي يجيب عن كيفية إمكان معرفة العلم الطبيعي الخالص، والميتافيزيقا السامية تجيب عن إمكان المعرفة الميتافيزيقة غير المحسة.

الحس السامي

Transcendental Aesthetic

يسمي «كانت» هذه المباحث «سامية»؛ لأنها تبحث في تركيب العقل وبنائه، ودرس قوانين الفكر الفطرية الموروثة، فهي إذن أبحاث فوق التجربة الحسية وأسمى منها، «إنني أسمي بحوث المعرفة سامية إذا كانت لا تعنى بالأشياء بقدر ما تعنى بأفكارنا الفطرية عن الأشياء.» يعني إذا كانت تعنى بطريق العقل في وصل ما تأتي به التجربة من آثار حسية وتحويلها إلى معرفة، وإن العقل ليتبع في ذلك مرحلتين - كما قدمنا - حتى يتم له تحويل مادة الإحساس الخام إلى ثمار الفكر الناضجة:

الأولى:

ربط الأحاسيس الآتية من الخارج والتوفيق بينها، وجمعها في وحدة بصبها في قلبي الإدراك الحسي وهما المكان والزمان.

والثانية:

التوفيق بين تلك المدركات الحسية التي انتهينا من صنعها في المرحلة الأولى، حتى نخرج منها مدركات عقلية.

ونحن الآن نتناول المرحلة الأولى «الحس السامي» بالبحث:

Unknown page