105

Qiladat Nahr

قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر

Publisher

دار المنهاج

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٨ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

جدة

Genres

[مولده ﷺ عام الفيل]: علقت به صلّى عليه وسلم يوم الاثنين أيام منى. وفي «البهجة» للعامري بلفظ: (أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى) (١). وولدته ﷺ يوم الاثنين (٢) ثاني عشر (٣) -أو عاشر أو ثامن-ربيع الأول بمكة في الدار التي كانت لمحمد بن يوسف أخي الحجاج (٤)، عام الفيل بعد قدوم أصحاب الفيل بخمس عشرة ليلة، في العشرين من نيسان، مختونا مسرورا (٥) -أي: مقطوع السّرة-

(١) «بهجة المحافل» (١/ ٣٩). (٢) أخرجه أحمد (١/ ٢٧٧)، وابن سعد (١/ ٨١)، وأبو نعيم في «الدلائل» (١/ ١٩١)، والبيهقي في «الدلائل» (١/ ٧١). (٣) أخرجه الحاكم (٢/ ٦٠٣)، والبيهقي في «الدلائل» (١/ ٧٤)، وعلى هذا القول اقتصر ابن هشام (١/ ١٥٨)، وانظر الأقوال الأخرى في «الطبقات» لابن سعد (١/ ٨١)، و«البداية والنهاية» (٢/ ٦٦٢)، و«سبل الهدى والرشاد» (١/ ٤٠١)، و«سيرة مغلطاي» (٥٧). (٤) أي: كانت له مآلا؛ وذلك أنّ النبي ﷺ وهبها لعقيل بن أبي طالب، فلم تزل في يد عقيل حتى توفي، فباعها ولده من محمد بن يوسف، أخي الحجاج بن يوسف، وانظر «تاريخ الطبري» (٢/ ١٥٦). (٥) حديث الختان أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٦١٤٤)، وأبو نعيم في «الدلائل» (١/ ١٩٢)، والبيهقي في «الدلائل» (١/ ١١٤)، وابن سعد في «الطبقات» (١/ ٨٣)، والضياء المقدسي في «المختارة» (١٨٦٤) وغيرهم، وقال الحاكم في «المستدرك» (٢/ ٦٠٢): (وقد تواترت الأخبار: أن رسول الله ﷺ ولد مختونا مسرورا)، وتعقبه الذهبي بقوله: (ما أعلم صحة ذلك، فكيف متواترا؟ !). لكن الصالحي في «سبل الهدى والرشاد» (١/ ٤٢٠) -بعد تخريجه الحديث وبيانه طرقه-أجاب عن تعقب الذهبي فقال: (وأجيب باحتمال أن يكون أراد بتواتر الأخبار اشتهارها وكثرتها في السير، لا من طريق السند المصطلح عليه عند أئمة الحديث)، ثم ذكر قولين آخرين عن ختانه ﷺ: الأول: أن جبريل ختنه حين شق صدره، قال: رواه الخطيب عن أبي بكرة موقوفا، ولا يصح سنده. والثاني: أنه ﷺ ختنه جده على عادة العرب، فيما رواه ابن عبد البر، قال العراقي: وسنده غير صحيح. وقد ذكر ابن القيم في «زاد المعاد» (١/ ١٨) قولا آخر، وهو: أنه ﷺ ختن يوم شقّ قلبه الملائكة عند ظئره، وهذا أخرجه الطبراني في «الأوسط» (٥٨١٧)، وأبو نعيم (١/ ١٩٣)، وقال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ٢٢٧): (فيه عبد الرحمن بن عيينة وسلمة بن محارب، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات)، ثم نقل الصالحي عن الخيضري: أن القول الأول أرجح؛ أي: أنه ﷺ ولد مختونا، ثم قال: (قد قدمنا أن له طريقا جيدة صححها الحافظ الضياء). وعلى هذا لا يلتفت إلى ما نقله ابن القيم في «زاد المعاد» (١/ ١٩) عن ابن العديم الذي ردّ كلام كمال الدين بن طلحة في إثبات ولادته مختونا، ورجح أنه ﷺ ختن على عادة العرب.

1 / 114