218

Qanun Tawil

قانون التأويل

Investigator

محمد السليماني

Publisher

دار القبلة للثقافة الإسلامية ومؤسسة علوم القرآن

Edition Number

الأولى

Publication Year

1406 AH

Publisher Location

جدة وبيروت

إليهم ... وآل جسم الرجل إذا نحف، أي رجع إلى تلك الحالة، ومن هذا الباب قوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ﴾ [الأعراف: ٥٣] يقول: ما يؤول إليه في وقت بعثهم ونشورهم (١): أي عاقبتهم ومصيرهم. المعنى الثاني: التفسير والبيان، قال الأزهري: وسئل أحمد بن يحيى عن التأويل فقال: التأويل والتفسير والمعنى واحد، قلت (أي الأزهري) أُلْتُ الشيء: جمعته وأصلحته، فكأن التأويل جمع معان مشكلة بلفظ واضح لا إشكال فيه، قال الليث: التأوّل والتأويل تفسير الكلام الذي تختلف معانيه (٢). وقد ذكر الجوهري (ت: ٤٠٠) هذا المعنى فقال: التأويل تفسير ما يؤول إليه الشيء وقد أولته وتأولته تأولًا بمَعْنىً (٣) قلت: ويتضح لنا بما سبق أن المعاجم اللغوية قد اتفقت على أَن لفظ: "التأويل" يستعمل في معنيين: الأول: التفسير والبيان. الثاني: المرجع والمصير. وهذان المعنيان هما اللذان يذكرهما المفسرون (٤) في تفسيرهم للفظ "التأويل" على أنهما المعنى اللغوي، وكذلك هما اللذان سادا في

(١) ابن فارس: مقاييس اللغة ١/ ١٥٩، وتفسير التأويل بمعنى المرجع والمصير هو الذي اتفقت عليه جميع المعاجم اللغوية كالصحاح للجوهري ٤/ ١٦٢٨، والفيروزآبادي في القاموس المحيط ٣/ ٣٣١ وابن منظور في لسان العرب ١١/ ٣٢ والزبيدي في تاج العروس: ٧/ ٢١٤. (٢) الآزهري: تهذيب اللغة ١٥/ ٤٥٨. (٣) الجوهري: الصحاح ٤/ ١٦٢٧، وانظر الفيروزآبادي في القاموس المحيط: ٣/ ٣٣١ وابن منظور في لسان العرب: ١١/ ٣٣، والزبيدي في تاج العروس: ٧/ ٢١٥ .. (٤) انظر تفسير الطبري ٦/ ٢٠٤، وتفسير الفخر الرازي ٧/ ١٨٨، وتفسير ابن الجوزي ١/ ٣٤٥.

1 / 231