239

Qalaid

قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان، المشهور ب «عقود الجمان في شعراء هذا الزمان»

Investigator

كامل سلمان الجبوري

Publisher

دار الكتب العلمية بيروت

Edition Number

الأولى

Publication Year

٢٠٠٥ م

Publisher Location

لبنان

Genres

وأنشدني أيضًا قوله من أبيات: [من الطويل] فإن أنت أحببت الوصال بزورة ... يعود ذويُّ الغصن أخضر مائس وإلاَّ فجلبات الوزارة خالع ... وثوب الحجر لا شك لابس [١١٤] أحمد بن أبي الفرج بن منيع بن المفرِّج، أبو العباس الدنيسريُّ شاب قصير لطيف الخلقة أسمر اللون. كان شاعرًا فطنًا متوقد الخاطر، صاحب معان صحيحة، وألفاظ فصيحة، غزير الشعر، جيد البديهة والفكر، منقاد الطبع في كل ما يتوخاه من أنواع القريض. يزاحم الشعراء ويجري معهم في أساليبهم ويسلك بمنهجهم فيما يأتون به، فيقرون له بالتقدم، ويشهدون له بالحذق؛ وهو أشعر /١٨٩ ب/ أبناء زمانه، وأغوصهم على المعاني واستنباطها. قدم الموصل سنة إثنتين وعشرين وستمائة، وأقام بها مدّة، وامتدح بها جماعة من أهلها من الصدور والسُّوقة. وكان رقيق الحال، بادي الحرف صعلوكًا، يستجدي بشعره الرفيع والوضيع طلبًا لشيء من عرض الدنيا، يعبّر به وقته وزمانه. ثم سار عنها إلى إربل، فلبث فيها شهورًا يمدح الناس، ثم عاد إلى الموصل، ورحل منها إلى دنيسر، فلم يمكث با إلاَّ قليلًا حتى توفي هناك وذلك سنة ست وعشرين وستمائة وقد جاوز الثلاثين. أنشدني لنفسه: [من الكامل] أيموت فيك المستهام بدائه ... وبفيك عين حياته ودوائه صبُّ أقام من الغرام على شفا ... إذا شفَّه فغدا عديم شفائه يمسي ويصبح فالهيام أقل ما ... يلقاه بين صباحه ومسائه

1 / 297