103

Qacida Jalila

قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

Investigator

ربيع بن هادي عمير المدخلي

Publisher

مكتبة الفرقان

Edition Number

الأولى (لمكتبة الفرقان) ١٤٢٢هـ

Publication Year

٢٠٠١هـ

Publisher Location

عجمان

١٨٧ - وكان أبو بكر إنما يعمل هذا ابتغاء وجه ربه الأعلى لا يطلب جزاء من مخلوق، فقال تعالى: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى * إِلاَ ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى﴾ فلم يكن لأحد عند الصديق نعمة تجزى، فإنه كان مستغنيًا بكسبه وماله عن كل أحد، والنبي ﷺ كان له على الصديق وغيره نعمة الإيمان والعلم، وتلك النعمة لا تجزى، فإن أجر الرسول فيها على الله كما قال تعالى (٢٦: ١٢٧): ﴿وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِي إِلاَ عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (١) . ١٨٨ - وأما عليٌّ وزيد (٢) وغيرهما فإن النبي ﷺ كان له عندهم نعمة تجزى، فإن زيدًا كان مولاه فأعتقه، قال تعالى (٣٣: ٣٧): ﴿وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ﴾، وعليٌّ كان في عيال النبي ﷺ لجدب أصاب أهل مكة فأراد النبي ﷺ والعباس التخفيف عن أبي طالب من عياله، فأخذ النبي ﷺ عليًا إلى عياله وأخذ العباس جعفرًا إلى عياله، وهذا مبسوط في موضع آخر.

= حديث (٢) . والترمذي (٥/٦٠٨) من حديث أبي سعيد الخدري ﵁. ومسلم (٤/١٨٥٥)، ٤٤ - كتاب فضائل الصحابة، حديث (٣ - ٧) من حديث أبي سعيد ومن حديث عبد الله بن مسعود ﵁ وليس فيه "إن من أمن الناس". وأحمد (٣/٤٧٨) . والترمذي (٥/٦٠٧، ٦٠٨) من حديث أبي المعلى ﵁. (١) في خ: كتبت الآية خطأ. (٢) هو زيد بن حارثة الكلبي ربيب رسول الله ﷺ، قال ابن عمر: ما كنا ندعو زيد بن حارثة إلا زيد بن محمد حتى نزلت الآية: ﴿ادعوهم لآبائهم﴾ الأحزاب: ٥.

1 / 66