162

Al-Nūr li-ʿUthmān al-Aṣamm

النور لعثمان الأصم

Genres

وحكمة: هي الفعل والتقدير، إذ ليس في حكمه تفاوت، ولا تغيير. وبالله التوفيق.

الباب التاسع والتسعون والمائة

في العلم والعالم والعلام

يقال لله تعالى: علم وعالم وعلام، كله بمعنى. وقد جاء به القرآن كله وجائز أن يقال: هو فوق عباده في العلم والقدرة، كما قال الله تعالى: { وفوق كل ذي علم عليم } يعني نفسه - عز وجل - . وهو أيضا على التوسع والمجاز.

مسألة:

الدليل على أنه تعالى عالم: أن كل صنعة محكمة لا تقع إلا من عالم بها؛ لأنا لا نثبت في الفعل، ولا في الحسن صانعا، صنع صنعة محكمة، لا تقع إلا وهو عالم بها؛ لأن في الشاهد أن الفاعل متى فعل فعلا حكيما، كنسج الديباج، وصناعة الإكليل، وما أشبه ذلك، لا يصح وقوع هذه الأفاعيل منه، إلا أن يكون عالما بها؛ لتعذر ما ذكرناه، ممن ليس بعالم. وغير الله تعالى يوصف في الحقيقة، بأنه عالم. ولا يكون ذلك تشبيها به تعالى بخلقه؛ لأن الله تعالى عالم بنفسه. فلا يثبت معه شيء غيره، يسمى علما، صار به عالما.

وقيل لغير الله: عالم. إنما هو عالم بعلم. وهو غيره، صار به عالما.

مسألة:

فإن قيل: أفتزعمون أن العلم من صفات الذات؟

قيل له: ليس كذلك نقول. ولن نثبت مع الله معنى يسمى علما. فيجوز أن يقال: إنه من صفات الذات. ولكن قولنا الله: عالم، هو صفة، وجبت له لذاته.

وقال أبو الحسن البسياني: العلم صفة ذات، لم يزل الله عالما بما يكون، وما لا يكون. وبالله التوفيق.

الباب المائتان

في الحليم

الحليم: صفة ذات، وصفة فعل. فالذاتي بمعنى العليم. قال الله تعالى: { فبشرناه بغلام حليم } يعني علما. والحليم الفعلي: من تأخير العقوبة صفة للفعل. والله أعلم. فلا يقال بمعنى الحليم الذي بمعنى الفعلى، لم يزل حليما. حتى يقال: لم يزل حليما عن العباد، مذ عصوه. فيرد ذلك إلى غاية وأول.

مسألة:

Page 162