161

Al-Nūr li-ʿUthmān al-Aṣamm

النور لعثمان الأصم

Genres

الباب السادس والتسعون والمائة

في الظاهر والباطن

قيل لله تعالى: ظاهر؛ لظهور صنعته. كما يدل البناء على الباني.

وقال آخرون: معنى الظاهر: أن ما يظهر من الأشياء، ليس بأقرب إليه مما بطن والباطن: العالم بما بطن.

وقيل: الباطن الذي ليس ما بطن من الأشياء، بأبعد إليه مما ظهر.

والظاهر: بمعنى الغالب. قال الله تعالى: { وإن تظاهرا عليه } أي تعاونا. وقال: { والملائكة بعد ذلك ظهير } أي معين بقوة مقو.

وقيل: قيل له: الباطن؛ لأنه تعالى خفى عن أن يكون تدركه أبصار الخلائق بكيفية، أو تحيط به أوهامهم، أو تبلغه صفاتهم، أو تدركه عقولهم.

وقيل: الظاهر: القادر القاهر، والباطن بكل شيء علما.

وقيل: الظاهر: العالم بما ظهر، والباطن: العالم بما بطن. وبالله التوفيق.

الباب السابع والتسعون والمائة

في الفتاح

ابن الأنباري: الفتاح -في كلامهم-: الحاكم. قال الله تعالى: { إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح } معناه: إن تستقضوا فقد جاءكم القضاء.

قال غيره- معناه: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.

وقال المفضل في قوله تعالى: { قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق } أي يحكم بيننا.

وقال الفراء: أهل عمان يسمون القاضي الفتاح. وبالله التوفيق.

الباب الثامن والتسعون والمائة

في الحكيم

الحكيم: صفة ذات، وصفة فعل. فالذاتية: هو العليم الذي توجد أفعاله محكمة.

والحكم: هو معنى العلم. والحكمة هي العلم. فيقال: لم يزل حكيما، على معنى لم يزل عالما .

ولا يجوز أن يقال: لم يزل حكيما، على أنه فعل أفعالا محكمة متقنة، لأن هذا هو من صفاته الفعلية.

مسألة:

والدليل على أنه حكيم: هو وضعه الأشياء مواضعها، وإحكامه لها، على حسب مصلحتها، إذ لا يضع الشيء في موضعه، ويحكم له بمصلحته إلا عالم حكيم؛ لأنه لو لم يكن حكيما، كان عابثا. والعابث لا يكون عالما.

والحكمة: حكمتان: حكمة في الذات، إذ لو لم يكن حكيما، لم تتأت منه أحكام المحكمات.

Page 161