أهل السنة في طرق إثبات الصانع، وعن سعة اطلاعه ﵀ على أقوالهم، وعن ردِّه لتلك الجموع العظيمة الكثيرة، وفضحه لهم، وكشفه لعوارهم، فيقول: "وذكرنا عامّة طرائق أهل الأرض في إثبات الصانع؛ من المتكلمين والفلاسفة، وطرق الأنبياء صلوات الله عليهم، وما سلكه عامة نظّار الإسلام؛ من معتزلي، وكرّامي، وكلامي، وأشعري فيلسوف وغيرهم"١.
ويقول ﵀ لخصومه أثناء مناظرتهم له: "أنا أعلم كلّ بدعة حدثت في الإسلام، وأوّل من ابتدعها، وما كان سبب ابتداعها"٢.
وقد تمنّى بعض من ترجم لشيخ الإسلام ﵀ أن لو جعل جهده في تفسير القرآن العظيم، وشرح السنة المطهرة، بدلًا من الإكثار من الردّ على أهل البدع والأهواء.
يقول الصفدي ﵀: "وضيّع الزمان في ردّه على النصارى، والرافضة، ومَنْ عاند الدين أو ناقضه. ولو تصدّى لشرح البخاري، أو لتفسير القرآن العظيم لقلّد أعناق أهل العلم بدرّ كلامه النظيم"٣.
وقد تقدّم لشيخ الإسلام ﵀ كلام، كأنّه ردّ فيه على أشباه هذه التساؤلات، يقول فيه - رحمه الله تعالى: "فإنّ هذه القواعد المتعلقة بتقرير التوحيد، وحسم مادة الشرك والغلو، كلما تنوّع بيانها، ووضحت عباراتها، كان ذلك نورًا على نور، والله المستعان"٤.
_________
١ الرد على المنطقيين ص ٢٥٣.
٢ مجموع الفتاوى ٣/١٨٤.
٣ الوافي بالوفيات للصفدي٧/٣٢.
٤ مجموع الفتاوى ١/٣١٣. وقد تقدمت هذه العبارة في ص ٧٦.
1 / 70