فشيخ الإسلام ﵀ جمع بين غزارة العلم، وعمق الفهم، وشدة الذكاء، والإحاطة بعلوم الشريعة والمعارف الفكرية، والنظريات، والمسائل الكلامية. واستقرأ، واستوعب ما ألفه من كان قبله، فحوى تلك العلوم، ونقلها إلينا بفهم ثاقب، وعقيدة صائبة، فأكثر ﵀ من الإنتاج والتأليف.
ومؤلفات شيخ الإسلام ﵀ من الصعب حصرها وجمعها.
حتى قال الذهبي ﵀: "جمعت مصنفات شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن تيمية ﵁ فوجدته ألف مصنّف، ثم رأيت له أيضًا مصنفات أخر"١.
وقال ابن عبد الهادي ﵀ بعد أن ذكر أسماء كثير من كتب شيخ الإسلام ﵀: "وله من الأجوبة والقواعد شيء كثير غير ما تقدم ذكره، يشق ضبطه وإحصاؤه، ويعسر حصره واستقصاؤه. وسأجتهد إن شاء الله تعالى في ضبط ما يمكنني ضبطه من مؤلفاته في موضع آخر غير هذا، وأُبيِّن ما صنّفه منها بمصر، وما ألفه منها بدمشق، وما جمعه وهو في السجن، وأرتبه ترتيبًا حسنًا غير هذا الترتيب بعون الله تعالى وقوته ومشيئته.
قال الشيخ أبو عبد الله٢: لو أراد الشيخ تقي الدين ﵀ أو غيره حصرها - يعني مؤلفات الشيخ - لما قدروا لأنه ما زال يكتب. وقد منّ الله عليه بسرعة الكتابة، وكان يكتب من حفظه من غير نقل.
_________
١ الرد الوافر ص ٧٢.
٢ هو عبد الله بن رشيق المغربي، توفي سنة ٧٤٩هـ يوم عرفة. قال عنه ابن كثير ﵀: (كاتب مصنفات شيخنا العلامة ابن تيمية كان أبصر بخط الشيخ منه إذ عزب شيء منه على الشيخ استخرجه أبو عبد الله هذا. وكان سريع الكتابة لا بأس به دينًا عابدًا كثير التلاوة حسن الصلاة له عيال وعليه ديون ﵀ وغفر له آمين) . البداية والنهاية ١٤/٢٤١.
1 / 66