وقد طبّقت شهرة شيخ الإسلام الآفاق، ووضع الله لكتبه القبول، ونهل الناس من معينها الرقراق.
ومن تلكم الكتب: كتاب «النبوات» الذي يعتبر من أفضل ما كُتب في موضوعه، فقد بيَّن فيه مؤلفه ﵀ مفهوم النبوة، والمعجزة، والكرامة، وذكر الفرق بينها، وبين خوارق السحرة والكهان ومدّعي النبوة والولاية وأشباههم من أصحاب الأحوال الشيطانية.
وقد عرض ﵀ موضوع النبوة في شقّين:
أورد في الأول منهما: منهج أهل السنة في النبوات، من خلال عرض أقوالهم.
وردّ في الثاني منهما: على المخالفين في النبوة؛ من المنكرين، وأهل البدع، والفرق الضالّة، وذلك من خلال ذكر أصول دينهم العقلية التي أصلوها مخالفة لأصول الرسول ﷺ.. وقد هدم تلك الأصول بمعوله، فانهارت بأصحابها بقوة الله وحوله.
وكتاب «النبوات» نادرٌ في بابه، بل لست مبالغًا إن قلت: لا يوجد لأهل السنة والجماعة كتابٌ على شاكلته ومنواله.
لذلك تظهر الحاجة إلى تحقيقه، والعناية به، وإبرازه في أحسن صورة.
وقد طبع هذا الكتاب طبعات عدّة، إلا أنه لم يلق من العناية التامة ما يليق به وبمؤلفه الذي أعدّه؛ فلم تُصحّح ألفاظه، أو تُوثّق نصوصه، أو يُفسّر غامضه، أو يُشرح مشكله.
لذلك شمّرت عن ساعد الجدّ، وبذلت في تحقيقه الجهد، وتوخّيتُ خدمة الكتاب مستعينًا بالرحمن، الذي هو ثقتي، وبه المستعان، وعليه التكلان.
1 / 9