Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((من أمر بالمعروف ونهى عن المنكر من ذريتي فهو خليفة الله في أرضه وخليفة كتابه وخليفة رسوله)) إلى غير ذلك من رواية الموالف والمخالف المؤدي إلى العلم الذي لا يمكن دفعه بشك ولا بشبهة، وها أنا ذا أيها الناس من عترة نبيكم نسبي في ذريته كالشمس الطالعة، ولئن أجر على حر وجهي مصفدا أو أبيت على حسك السعدان مسهدا أحب إلي من أن أعصي الله سبحانه في صغير ما تستحقرونه فضلا عن كبيره، ثم إني ما وقفت في موقفي هذا إلا وقد علمت ما فرض على عباده وما أحل لهم، وما حرم عليهم، وما عزم لهم فيه من الأحكام، وما رخص في محكم كتابه، وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وأنا أدعوكم إلى جهاد الظلمة الأشرار العاملين بسيرة كل جبار، ينكحون الذكور ويشربون الخمور، ويقتلون النفوس التي حرم الله تعالى بغير حق، ويظلمون الناس، ويقربون أهل الفجور، ويعملون بالكذب على الله، وعلى رسوله صلى الله عليه وآله وسلم برواية الزور {يريدون ليطفئوا [ق/93] نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون} والله تعالى يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى} والجهاد سنام الدين، ورأس كل بر وتقوى، ويقول تعالى: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين} ويقول تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ((لتأمرن بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم)) .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((ما من قوم يكون بين ظهرانيهم من يعمل بالمعاصي فلم يغيروا عليهم إلا أصابهم الله تعالى بعقاب)) .
ولا ترخصوا لأنفسكم في مداراتهم فإنا نعلم أنه لولا مداراتكم وإمدادكم لهم بالمال والقعود عن نصرتنا ما استقامت لهم راية أبدا، فذلك منكم معاونة على إثمهم وظلمهم، والله تعالى يقول: {وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان} ولا تعتذروا بأنكم مستضعفون لأن الله تعالى يقول: {الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا}، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: ((مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ولو حبوا)) .
Page 375