Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Genres
وسلام على عباده الذين اصطفى {ياأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون، واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} يا أيها الناس إن الله سبحانه قد دعاكم ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم إلى طاعته، وطاعة رسوله والصالحين من أولي الأمر من ذريته حيث يقول الحق وهو يهدي السبيل: {ياأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا} ولا شك أن أولي الأمر الذين أمر الله بطاعتهم يجب أن يكونوا عدولا، وأهل تقوى؛ لقوله تعالى لنبيه إبراهيم عليه السلام: {إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} ولقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[ق/92]: ((من ولى رجلا وهو يعلم أن غيره أفضل منه فقد خان الله في أرضه))، ويجب أيضا أن يكون أعلم الناس بالتنزيل والتأويل، وبما يحتاج إليه الناس من تبيين الحلال والحرام والفرائض والسنن والعزائم والرخص لقوله تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى فما لكم كيف تحكمون}، ويجب أيضا أن يكون من ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعترته لقوله تعالى: {أفمن كان على بينة من ربه} يعني محمدا صلى الله عليه وآله وسلم {ويتلوه شاهد منه} يعني من قرابته وعترته المهتدين بهديه، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)) ومن وجب التمسك به لأجل أن لا يقع في الضلال يجب أن يكون متبوعا لا تابعا، يؤيد ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم في عترته الطاهرين: ((قدموهم ولا تقدموهم وتعلموا منهم ولا تعلموهم ولا تخالفوهم فتضلوا)).
وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((إن الله جعل عليا لي وزيرا)) في حديث طويل إلى أن قال: ((وابناه سيدا شباب أهل الجنة وهما والأئمة من بعدهما من ولدهما حجج الله على خلقه)).
Page 373