77

Nicmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Investigator

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Publisher

دار المسير

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Publisher Location

الرياض

أعراضا فَإِنَّهُ سفسطة ومحال ببديهة الْعقل قَالَ وَأما أهل الْكَشْف فَإِنَّهُم يرَوْنَ أَن الله تَعَالَى يتجلى فِي كل نفس وَلَا يُكَرر التجلي ويرون أَيْضا شُهُودًا أَن كل تجل يُعْطي خلقا جَدِيدا وَيذْهب بِخلق فذهابه هُوَ الفناء عِنْد التجلي والبقاء لما يُعْطِيهِ التجلي الآخر فَافْهَم أَقُول هَذَا نفر عَنْهُم فِي زندقتهم إِذْ يدعونَ مَا يحيله الْعقل فيستدلون عَلَيْهِ بالكشف وَالشُّهُود وَالشُّهُود إِنَّمَا يدْرك مَا لَا يُدْرِكهُ الْعقل كالوجدانيات المعقولة الَّتِي يقبلهَا الْعقل عِنْد وجودهَا لَا مَا يحيله الْعقل وَلَا وجود لَهُ أصلا وَيَتَرَتَّب عَلَيْهِ عِنْد فَرْضه محَال كَمَا زَعمه هَذَا الْقَائِل من أَن كل تجل يذهب بِخلق وَيَأْتِي بِغَيْرِهِ إِذْ يلْزم مِنْهُ مَا قدمْنَاهُ من عدم تصور الْمَوْت والحياة بعده وتعذيب غير المذنب وإثابة غير الْمُطِيع وَغير ذَلِك من الْمَفَاسِد قَالَ فِي الْكَلِمَة اللوطية وَزَاد فِي سُورَة الْقَصَص ﴿وَهُوَ أعلم بالمهتدين﴾ أَي بالذين أَعْطوهُ الْعلم بهدايتهم فِي حَال عدمهم بأعيانهم الثَّابِتَة فَأثْبت أَن الْعلم تَابع للمعلوم فَمن كَانَ مُؤمنا فِي ثُبُوت عينه وَحَال عَدمه ظهر بِتِلْكَ الصُّورَة فِي حَال وجوده وَقد علم الله تَعَالَى ذَلِك مِنْهُ أَنه هَكَذَا يكون فَلذَلِك قَالَ ﴿وَهُوَ أعلم بالمهتدين﴾

1 / 107