116

Nazm Mustaczab

النظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ المهذب

Investigator

د. مصطفى عبد الحفيظ سَالِم

Publisher

المكتبة التجارية

Publisher Location

مكة المكرمة

Genres

وَهُوَ الَّذِى أَرَادَ الشَّيخُ. وَمَعْنَى زَالَتِ الشَّمْسُ: أَى انْحَطَّتْ عَنْ كَبِدِ السَّمَاءِ، وَمَالَتْ إلَى المَغرِبِ وَالْفَىْءُ يَكُونُ فِي زَمَانٍ دُوْن زَمَانٍ، وَبِلَادٍ دُوْن بِلَادٍ. وَأصْلُ الْفَىءِ: الرُّجُوعُ، يُقالُ: فَاءَ إِذَا رَجَعَ وَسُمِّىَ الظِّلُّ فَيْئًا؛ لِأنَّهُ مِنْ جَانِبٍ إلَى جَانِبٍ. وَالْفَىْءُ: الْغَنِيمَةُ أيْضًا، كِلَاهُمَا سَوَاءٌ. بِالْهَمْزِ (١٠). قَؤلُهُ: "الْعَتَمَةُ" (١١) قَالَ الْخلِيلُ (١٢): الْعَتَمَةُ: الثُّلُثُ الأوَّلُ مِنَ اللَّيْلِ بَعْدَ غَيْبُوبَةِ الشَّفَقِ. وَقَدْ عَتَمَ اللَّيْلِ يَعْتِمُ، وَعَتَمُهُ: ظَلَامُهُ. وَالْعَتَمَةُ أيْضًا: بَقِيَّةُ اللَّبَنِ تُفِيقُ بِهِ النَّعَمُ تِلْكَ السَّاعَةِ (١٣)، يُقَالُ: حَلَبْنَا عَتَمَةً. وَالْعَتُومُ: النَّاقَةُ الَّتِى لَا تَدِرُّ إِلَّا عَتَمَة، يُقَالُ جَاءَنَا ضَيْفٌ عَاتِمٌ (١٤). وَقِرَئ عَاتِمٌ، أيْ: بَطِىءٌ، وَقَدْ عَتَّمَ قِرَاهُ: أَيْ أَبْطَأ (١٥). وَأصْلُهُ: ذَلِكَ الْوَقْتُ. وَأمَّا الشَّفقُ: فَهُوَ بَقِيَّةُ ضَوْءِ الشَّمْسِ وَحُمْرَتُهَا فِي أوَّل اللَّيْلِ إلى قَرِيبٍ مِنَ الْعَتَمَةِ. وَقَالَ الخَلِيلُ (١٦): الشَّفَقُ: الْحُمْرَةُ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إلَى وَقْتِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، فَإِذَا ذَهْبَ قِيلَ: غَابَ الشَّفَقُ. وَقَالَ الْفَرَّاءُ (١٧): سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ: عَلَيْهِ ثَوْبٌ [مَصْبُوغٌ] (١٨) كَأنَّهُ الشَّفَقُ، وَكَانَ أحْمَرَ (١٩). وَالعِشَاءَانِ: الْمَغْرِبُ وَالْعِشَاءُ، وَلِذَلِكَ قَالُوا: عِشَاءُ الآخِرةِ. قَوْلُهُ (٢٠): "شِدَّةُ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ" مَأخُوذٌ مِنْ فَاحَ الطِّيبُ: إِذَا تَضَوَّعَ، يُقَالُ: فَاحَتْ رِيحُ الْمِسكِ تَفِيحُ وَتَفُوحُ فَيْحًا وَفَوَحَانًا: إِذَا ظَهَرَتْ. وقالَ اللَّيْثُ (٢١): الْفَيْحُ: سُطُوعَ الْحَرِّ. يُقَالُ: فَاحَتِ الْقِدْرُ تَفِيحُ: إِذَا غَلَت. وَفَاحَتْ الشَّجَّةُ: إذَا نَفَخَتْ بِالدَّمِ (٢٢). قَوْلُهُ: "خُضَّتْ بِالتَثْوِيبِ" (٢٣) التَّثْوِيبُ: قَوْلُ الْمُؤَذنِ: الصَّلَاةُ خَيْرٌ مِّنَ النَّوْمِ، (٢٤). وَمَعْنَى التَّثْوِيبِ: الرجُوعُ؛ لِأنَّهُ رَجَعَ إلَى ذِكْر الصَّلَاةُ بَعْدَ مَا فَرَغَ مِنْهُ في قَوْلِهِ: حَىَّ عَلَى الصَّلَاةِ. (٢٥) "ويُقَالُ": ثَابَ إلَى الْمَكَانِ: إذَا رَجَعَ. وَفِى الْمَثَلِ: "ثَابَ الفَهْمُ بَعْدَ مَا نَفَذَ السَّهْمُ" (٢٦) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ﴾ (٢٧) أَيْ: يَرْجِعُونَ إلَيْهِ بِحَجِّهِمْ وَعُمْرَتِهِمْ. وَأنْشَدَ الشَّافِعِىُّ (٢٨): مَثَابًا لِأفْنَاءِ الْقَبَائِلِ بَعْدَمَا ... تَخُبُّ إلَيْهِ الْيَعْمَلَاتُ الذَّوَابِلُ

= ورواية الخطابى وابن السكيت كما هنا وبدل (شمس) برد. وكذا في الصحاح واللسان (فيأ). (١٠) مجاز القرآن ١/ ٧٣، ٢/ ٧٢، ٢١٩ والمراجع السابقة. (١١) في المهذب ١/ ٥٢: ويكره أن يسمى العشاء: العتمة. (١٢) في العين ٢/ ٨٢. (١٣) والعرب يقولون: استعتموا نعمكم حتّى تفيق ثمّ احتلبوها. تهذيب اللغة ٢/ ٢٨٨ والمحكم ٢/ ٤٥ والصحاح واللسان (عتم). (١٤) في المحكم ٢/ ٤٥: أى مقيم. (١٥) السابق واللسان (عتم ٢٨٠٣). (١٦) العين ٥/ ٤٥ وذكره الفيومى في المصباح (شفق) وابن منظور عن التهذيب في اللسان (شفق ٢٢٩٢). (١٧) في معان القرآن ٣/ ٢٥١. (١٨) تكملة من معانى القرآن. (١٩) نصّ الفراء: الشفق: الحمرة. وكان بعض الفقهاء يقول: الشفق: البياض؛ لأن الحمرة تذهب إذا أظلمت. وإنما الشفق البياض الذى إذا ذهب صلّيت العشاء الآخرة. والله أعلم بصواب ذلك وسمعت. . . إلخ. وعن الزجاج: الشفق: النهار، وبه فسر قوله تعالى: ﴿فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ﴾ وعن أبي هريرة أنه البياض، وبه قال أبو حنيفة لكنه رجع عنه. وهو الحمرة التى ترى بعد مغيب الشمس عند ابن قتيبة. تفسير غريب القرآن ٥٢١ أنظر المحكم ٦/ ١٠٧ والمصباح والمغرب (ضفق) وقيل: هو من الأضداد يقع على الحمرة وبه أخذ الشافعى وعلى البياض وبه أخذ أبو حنيفة أنظر اللسان (شفق ٢٢٩٢). (٢٠) ﷺ: "إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم، المهذب ١/ ٥٣ والحديث في البخارى مواقيت ١/ ١٤٢ ومسند أحمد ٢/ ٢٢٩ وغريب الخطابى ٣/ ٢٥٨، والنهاية ٣/ ٤٨٤. (٢١) تهذيب اللغة ٥/ ٢٦٢ والعين ٣/ ٣٠٧. (٢٢) تهذيب اللغة عن الأصمعي وأبى زيد ٥/ ٢٦٢، والمحكم ٣/ ٣٤٦ واللسان (فيح ٣٤٩٧). (٢٣) في المهذب ١/ ٥٣ الصُّبح يدخل وقتها والناس في أطيب نوم. . . ولهذا خصت بالتثويب. (٢٤) الزاهر ١/ ١٤٣. (٢٥) خ: الذى. (٢٦) لم أعثر بعد على هذا المثل. (٢٧) سورة البقرة آية ١٢٥. (٢٨) ذكره الأزهرى في شرح ألفاظ المختصر لوحة ٢٤ وتهذب اللغة ١٥/ ١٥١ وفيه: =

1 / 53