ليست الحياة كلها سهلة، بل فيها السهل والصعب.
متى تُردِ الشفاءَ لكُلّ غَيْظٍ ... تَكُنْ مما يغيظُكَ في ازديادِ
إذا أردت أن تشفي نفسك من كل من يغيظك ظللت في غيظ دائم.
متى تضع الكرامةَ في لئيمٍ ... فإنك قدْ أسأتَ إلى الكرامه
إذا أكرمت اللئيم أهنت الكرامة.
متى ما تقدْ بالباطلِ الحقّ يأبَهُ ... وإن تقدِ الأطوادَ بالحق تَنْقَدِ
الحق لا ينقاد بالباطل، وتنقاد للحق الجبال.
مجدي أخيرًا ومجدي أولًا شرَعٌ ... والشمسُ رأدَ الضحى كالشمس في الطّفلِ
مجدي في شبابي مثل مجدي في شيخوختي، والشمس عند الصباح مثل الشمس عند المساء.
مُحَسّدٌ بخلالٍ فيه فاضلةٍ ... وليسَ تَفترِقُ النعماءُ والحسَدُ
هذا الرجل محسود لأنه فاضل، والفضل مقترن بالحسد.
مِحنُ الزمانِ كثيرةٌ لاتنقضي ... وسرورهُ يأتيكَ كالأعيادِ
مصائب الزمان لا تنتهي، وأفراح الزمان تأتي بين حين وحين كالأعياد.
مدحتك مدحةَ السيف المحلى ... فلما أنْ ضربت بك انثنيتا
مدحتك كما أمدح السيف، ولكنك وياللأسف لم تستحق المديح، فكنت كالسيف لما ضربت به نبا.
مَسَرةُ الدنيا إلى تنغيصِ ... ورُبّما أكدَتْ يدُ الحريصِ
عاقبة السرور الكدر، والحريص ربما أوقعه حرصه.
مطالبُ الخيرِ جميعًا سَهْلهَ ... والخيرُ لا يَطْلُبُ إلا أهلهَ
عمل الخير سهل، وله أهل،
مُلتمس الحمد بأعمال الكذب ... كمخرج الحكمة من قلب خرب
من طلب حمد الناس له بالباطل، مثل من يطلب الحكمة من المجنون.
مَلكٌ تسوسُ له المكارمُ نفسَهُ ... والمجدُ حُسنُ سياسةِ النّفسِ
هذا الملك تقوده نفسه إلى فعل المكرمات، ولا ينال المجد إلا بحسن سياسة النفس.
مَنْ أبرم الأمرَ بلا تدبيرِ ... صَيّرهُ الدّهرُ إلى تَدْميرِ
من طلب أمرًا دون تدبير ولا وعي أصابه الدمار.
مَنْ أجابَ الهوى إلى كلّ ما يد ... عو إليه داعيه ضَلّ وتاها
من أجاب هواه ضلّ
منْ أطاق التماس شيءٍ غلابًا ... واغتصابًا لم يلتمسهُ سؤالا
من استطاع أن يحقق أمانيه غضبا وحربا، لم يطلبها سلاما وتوسلا.
مَنِ استنامَ إلى الأشرار نامَ وفي ... قميصه منهمو صلّ وثعبان
من أمن الأشرار كان كمن ينام وفي ثيابه الأفاعي.
مَنِ اشتكى الدهرَ أطالَ الشكوى ... والدهرُ ما ليَسَ عليهِ عدوى
لا فائدة من شكوى الدهر، فليس له من ينصرك عليه.
منَ الحلم أن تستعمل الجهلَ دونَه ... إذا اتسعت في الحلم طرق المظالم
قد تضطر إلى استعمال الجهل بدل الحلم، إذا كان الحلم يوقعك في الظلم.
منَ القليل يُجْمَعُ الكثيرُ ... ربّ صغيرٍ قَدْرُه كبيرُ
الكثير يأتي من القليل، والصغير له قيمة كبرى.
من الناسِ من يغشى الأباعدَ نفعُه ... وتَشْقى به حتى المماتِ أقارِ بُهْ
من الناس من يشقى به الأقارب ويسعد به الأجانب.
منْ أمِنَ الدهر أتي من مأمَنِهْ ... لا تشتثرْ ذا لبَدٍ مِن مَكمَنِهْ
إذا أمنت الدهر أصابك من موضع أمنك، وإذا كان الليث رابضًا في عرينه، فلا تثره ولا تهييجه.
من جادَ بالمالِ مال الناسُ قاطبةً ... إليه والمالُ للإنسانِ فتّانُ
من جاد بالمال مال إليه الناس، فالمال يفتن الإنسان.
من راقبَ الناس لم يظفر بحاجته ... وفاز بالطيبات الفاتكُ اللهجُ
من راقب الناس لم يحقق آماله، ومن كان فاتكًا مُصرا على مطالبه فاز بالطيبات.
مَن راقبَ الناسَ ماتَ غمًا ... وفازَ باللذة الجَسُورُ
من راقب الناس قتله غمه، والجسور يفوز بما يرجوه.
من سألَ الناسَ تجنّبوهُ ... ولمْ يُواسوه وخيَبّوهُ
من سأل الناس ملّوه وتركوه.
من سالمَ الناسَ يسلَمْ من غوائلهمْ ... وعاشَ وهو قرير العينِ جذلان
من سالم الناس سلم.
من شابَ قدْ ماتَ وهوَ حيّ ... يمشي على الأرضِ مشيَ هالكِ
من شاب مات وإن كان حيًا
من عفّ خفّ على الصديق لقاؤه ... وأخو الحوائج وجهُه معلولُ
من عف خف على قلوب الأصدقاء، ومن ألح في طلب الحاجات مله الناس.
1 / 33