ما أحسنَ العفو من القادرِ ... لا سِيّما عن غَيْرِ ذي ناصرِ
ما أحسن القادر الذي يعفو ولا سيما عن الضعيف الذي ليس له من ينصره.
ما أخدعَ الدنيا لِكلّ عاقلِ ... ما أصرعَ الدنيا لِكلّ جاهلِ
الدنيا تخدع العاقل وتهلك الجاهل.
ما أرسلَ الإنسانُ في حاجةٍ ... أمضى ولا أنجعَ مِنْ درهمِ
أحسن رسول يرسله الإنسان لقضاء حاجته، هو الدرهم.
ما أعجب الدهرَ ومِنْ عجائبِهْ ... تَقلُّبُ الإنسان في قوالبه
الدهر عجيب، وأعجب ما فيه تقلب أحواله.
ما أقطعَ الآجالَ للآمالِ ... وأسرعَ الآمالَ في الآجالِ
الموت يقطع الأمل، والأمل يقرب الأجل.
ما الذي عِنْدَهُ تدارُ المنايا ... كالذي عندَهُ تدارُ الشّمولُ
ليس الرئيس الذي يحارب ويدير كؤوس الموت، مثل الرئيس الذي يلهو ويدير كؤوس الخمر.
ما الناسُ إلا مَعَ الدنيا وصاحبها ... فكيفما انقلبتْ يومًا به انقلبُوا
الناس أصدقاء من كانت الدنيا معه فإذا انصرفت عنه، انصرفوا عنه.
ما إن يضرّ العَضْبَ كونُ قرابهِ ... خَلَقًا ولا البازي حقارةُ عُشِّهِ
لا يضر السيف القاطع أن يكون غمده باليًا، ولا يضر النسر القوي أن يكون عشه حقيرًا.
ما أولعَ النفسَ بسوءِ الظنّ ... ما أسرعَ النفسَ إلى التَمَنّي
النفس مولعة بسوء الظن بالناس، والنفس سريعة إلى الأماني والأحلام.
ما بالُ عرضِك ترضى أن تدنّسهُ ... وثوبُ جلدِك مغسولٌ مِنَ الدنسِ
لماذا ترضى بدنس شرفك، وثوبك نظيف لا دنس فيه.
ما تنقضي حسرةٌ مني ولا جزَعُ ... إذا ذكرْتُ شبابًا ليسَ يرتَجعُ
لا أذكر شبابي الذي ذهب ولن يعود إلا تحسرت عليه.
ما حَكّ جلدَك مثل ظُفْرِكْ ... فتَوَلّ أنتَ جميعَ أمركْ
لا يحك جلدك غير ظفرك، فقم أنت بكل أعمالك.
ماذا لقيتُ من الدّنيا وأعجبُه ... أنّى بما أنا باكٍ مِنه محْسودُ
لم ألق من الدنيا غير الشر، ومع ذلك فالناس يحسدونني على ما أشكو منه.
ما ذاقتِ النفسُ على شهوةٍ ... ألذّ مِنْ وُدّ صديقٍ أمينْ
أطيب اللذات صداقة صديق مخلص.
ما ضَرّني حسَدُ اللئامِ ولم يزَلْ ... ذو الفضلِ يَحْسُدُهُ ذوو التقصيرِ
لا يضرني حسد اللئام لي، فالفاضل دائمًا يحسده الناقص.
ما طابَ فرعٌ أصلُه خَبيثُ ... ولا زَكا مَنْ مَجْدهُ حديثُ
لا يطيب الفرع إذا كانت الشجرة خبيثة، وكل حديث الغنى والمجد لا يسمو ولا يرتفع.
ما طابَ فرعٌ لا يطيبُ أصلهُ ... حَمى مؤاخاةَ اللئيمِ فِعْلُهُ
لا يطيب فرع أصله غير طيب، وأنت لا تصادق اللئيم لأنك ترى ما يفعل.
ما طارَ طيرٌ فارتفعْ ... إلا كما طارَ وقعْ
مهما ارتفع الطير فلا بد له من الوقوع ومهما علا الجبل فلا بد أن ينخفض.
ما عُوّضَ الصبرَ امرؤٌ إلا رأى ... ما فاته دونَ الذي قَدْ عُوّضا
إذا كان الإنسان متمتعًا بالصبر وجده عوضًا له عن كل ما فاته تحقيقه.
ما كُلّ قولٍ لهُ جوابٌ ... جَوابُ ما يُكْرَهُ السّكوتُ
قد يبقى الكلام دون جواب، وجواب السخيف السكوت عنه.
ما كُلّ ما يتمنّى المرءُ يدركُه ... تجري الرياحُ بما لا تشتهي السفن
لا يدرك الإنسان كل ما يتمنى كما أن السفن لا تلائمها الرياح على الدوام.
ما كُلّ من طلبَ المعاليَ نافذًا ... فيها ولا كُلّ الرّجالِ فُحولا
ما كل من طلب المجد ناله، وليس كل الرجال أبطالا
ما كنتُ أوفي شبابي كُنْهَ عزّته ... حتى انقضى فإذا الدنيا لَهُ تَبَعُ
ما كنت أعرف قيمة شبابي حتى فقدته، ففقدت عند فقده كل مسرات الدنيا.
ما للرّجالِ وللتّنَعُّمِ إنّما ... خُلِقوا ليومِ كريهةٍ وكفاحِ
لا يليق بالرجال التمتع بحياة الترف والنعيم، فهم خلقوا للنضال والكفاح.
ما لم يضقْ خُلُقُ الفتى ... فالأرضُ واسعةٌ عليهِ
إذا لم يضق أمل الفتى وصدره، فالدنيا واسعة، والأرض كبيرة.
ما وهبَ اللهُ لامرئٍ هبةً ... أشرفَ مِن عقلهِ ومنْ أدَبه
أحسن هبات الله للإنسان العقل والأدب.
ما يكونُ الأمرُ سهلًا كُلّهُ ... إنما الدنيا سُهولُ وحُزونُ
1 / 32