ذهبَ التكرمُ والوفاءُ من الورى ... وتَصرَّمًا إلا مِنَ الأشعارِ
لم يبق أثر للكرم والوفاء في الناس، وإنما هما في الشعر والكلام.
ذَهَبَ الكرامُ بأسرهمْ ... وبَقِي لنا ليتٌ ولَوْ
ذهب الكرم وبقيت لنا كلمتا: ليتهم كانوا ... ولو كانوا ...
ذو الحزمِ لا يبتدي أمرًا يَهمّ به ... حتى يطالعَ ما تُبدي عواقِبُهُ
الحازم من لا يقدم على أمر قبل دراسة عواقبه.
ذو العقلِ يشقى في النعيم بعقلهِ ... وأخو الجهالةِ في الشّقاوةِ يَنْعَمُ
العاقل يشقى في الجنة، والجاهل ينعم في جهنم.
ذو الوُدِّ مني وذو القربى بمنزلةٍ ... وأخوتي أسوةٌ عندي وإخواني
أصدقائي وأقربائي في منزلة واحدة، وإخوتي في النسب مثل إخواني في الأدب.
ذي المعالي فَليعْلونْ مَنْ تعالى ... هكذا هكذا وإلاَّ فلا لا
هذه هي المعالي فليطلبها من علت نفسه وإلا فليسكت.
حرف الراء
راحةُ السرّ في التخلفِ عنْ كُ ... لِّ مرامٍ أضْحى بعيدَ المنالِ
الراحة في ترك طلب كل بعيد.
رأيتُ أخا الدنيا وإن كان خافضًا ... أخا سفرٍ يُسْرى به وهْوَ لا يدري
الذي يعيش في الدنيا، ولو كان سعيدًا، مسافر فيها وهو لا يعلم.
رأيتُ العِزَّ في أدبٍ وعقلٍ ... وفي الجهلِ المذَلَّةُ والهَوانُ
العز في الأدب والعقل، والذل في الجهل.
رأيتُ البعدَ فيه شقا ونأيٌ ... ووحشةُ كُلّ منفردٍ غريبِ
في البعد عن الأهل شقاء ووحشة.
رأيتُ النفسَ تكرهُ ما لدَيْها ... وتطلبُ كُلَّ ممْتَنعٍ علَيْها
النفس راغبة عما تملك، راغبة فيما لا تملك.
رأيتُ صلاحَ المرءِ يُصلِحُ أهلَهُ ... ويُعْديهِمو داءُ الفسادِ إذا فسَدْ
إذا صلح المرء صلح أهله وذووه، وإن فسد فسدوا.
رأيتُ غِبَّ الصبرِ يومًا يُحمدُ ... وإِنما النفسُ كَما تُعَوَّدُ
عاقبة الصبر محمودة، ولكل إنسان ما تعوَّد.
ربَّ أمرٍ أتاكَ لا تَحْمَدُ ال ... فَعَّال فيهِ وتَحْمَدُ الأفْعالا
رب أمر تحمده ولا تحمد فاعله.
رُبَّ أمرٍ تختشيهِ ... جَرَّ أمْرًا تَرْتَجِيهِ
رب أمر تخافه أعقب أمرًا تريده.
ربّ أمرٍ يَسوء ثمَّ يَسُرُّ ... وكذاكَ الزمانُ حلوٌ ومُرٌّ
قد يسوءك أمر ثم يسرك، والدهر حلو ومر.
رُبّ بعيدٍ كأخٍ ناصحٍ ... وابنِ أب متهمُ الغَيْبِ
قد ينصح الغريب ويغش القريب.
ربَّ حلمٍ أضاعه عَدَمُ الما ... لِ وجَهْلٍ غطّى عليه النعيمُ
قد يضيع حلم الفقير، ويغطي الغنى جهل الجاهل.
رُبَّ رجاءٍ جاءً مِنْ مخافَهْ ... ورُبَّ أمْنٍ سيعودُ آفَهْ
قد يأتي الرجاء من الخوف، وقد يتحول الأمن إلى هلاك.
رُبَّ ساعٍ لنائمِ ... رُبَّ بانٍ لهادمِ
قد يسعى الإنسان الساهر لإنسان نائم، وقد يبني الإنسان لمن يهدم البناء.
رُبَّ سرورٍ وحبورٍ وطرَبْ ... جَرَّ إلى وقْعِ الحروبِ والحَرَبْ
قد تكون عقبى السرور والطرب العداوة والحرْب.
رُبّما تجزعُ النفوسُ منَ الأم ... رِ له فُرجةٌ كَحَلِّ العِقالِ
قد تجزع من أمر ثم سرعان ما ينفرج كما يحل العقال.
ربّما سَرَّك البعيدُ وأصلا ... كَ القريبُ النسيبُ نارًا وعارًا
قد ينفعك الغريب ويضرك القريب.
ربَّ مَن ترجو به دفعَ الأذى ... عنكَ يأتيكَ الأذى مِن قِبَلِهْ
قد ترجو أمرأً لدفع الأذى عنك، فإذا هو يؤذيك.
ربَّ مهزولٍ سمينٌ عرضه ... وسمينِ الجسْمِ مهزولُ الحسَبْ
رب رجل هزيل، وعرضه سمين ورب رجل سمين، وعرضه هزيل.
رُبَّ يأسٍ هو الغِنى ... صاحبُ الحِرصِ في عَنا
في اليأس غنى، وفي الحرص فقر وعناء.
ربَّ يوم بكيْتُ منه فلما ... صرتُ في غَيرِهِ بكَيْتُ عليهِ
قد أبكي ألمًا من يوم فإذا انقضى وجاء يوم غيره، تحسرت وبكيت عليه.
رِضا الذليل بخفضِ العيشِ مُنقصةٌ ... والعزُّ عند رَسيمِ الأيْنُقِ الذُّلْلِ
الذليل يرضى بعيشه الناعم، والعزيز يرفض الذل والرفاه ويفضل طلب المجد على ظهور النياق في لهب الصحراء.
رُفِعَ الكَلْبُ فاتّضعْ ... ليسَ في الكلبِ مُصْطَنَعْ
1 / 17